أخبار الموقع

بالفيديو: يتحركون كخلية نحل في الجبهات الأمامية في الرقة



أكرم بركات
الرّقة – كخلية نحلٍ يعمل كافة أفرادها معاً دون كلل أو ملل، كل واحد منهم يقوم  بدوره على أتم وجه. يقف الكردي والعربي والسرياني في خندق واحد يحاربون مرتزقة داعش في عاصمتهم المزعومة الرقة، ويتقدمون إلى الأمام باستمرار لأنهم يناضلون من أجل حماية شعبهم من الظلم والاضطهاد.

وبدأت قوات سوريا الديمقراطية في الـ 6 من حزيران الجاري بحملة تحرير مدينة الرقة من مرتزقة داعش بعد أن كانت حررت معظم ريف مدينة الرقة في إطار حملة غضب الفرات، ودخل المقاتلون إلى داخل المدينة من الجهتين الشرقية والغربية وحرروا 4 أحياء منها.

وشهدت الجبهات الغربية، الشرقية والجنوبية في المدينة خلال الأيام الـ 3 الماضية اشتباكات محتدمة ما تزال مستمرة حتى الآن، ولرصد الأوضاع في الجبهات الأمامية توجهنا برفقة مجموعة من مقاتلي وحدات حماية الشعب عن طريق مصفحة عسكرية كانت تنقل الغذاء للمقاتلين في خطوط التماس مع مرتزقة داعش. العربة المصفحة توجهت إلى حي القادسية الواقع غرب مدينة الرقة.

وبعد مسيرة استمرت قرابة 35 دقيقة ضمن حيي السباهية والبريد، وصلنا إلى إحدى نقاط مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية في مدخل حي القادسية. في تلك النقطة كان يتمركز مقاتلو المجلس العسكري السرياني. وعلى الفور طلبوا منا الدخول إلى بناء مؤلف من 4 طوابق لحمايتنا من قناصة مرتزقة داعش الذين كانوا يتمركزون في المحيط.

وأثناء رصدنا للمنطقة، قدم مجموعة من المقاتلين من خطوط التماس الأمامية وما أن اقتربوا منا حتى بدأ قناصة المرتزقة باستهدافهم، فدخلنا البناء وهناك كان يتمركز عدد من مقاتلي المجلس العسكري السرياني، بينهم مقاتل أمريكي يعرف باسم “بوو”.

المقاتلون الموجودون في المبنى كانوا يستريحون بعد أن خاضوا اشتباكات قوية في المنطقة منذ ساعات المساء وحتى ساعات الصباح. المقاتلون أبلغونا بأن هذه هي نقطة استراحتهم.

وأوضح المقاتلون بأن الاشتباكات في وسط الحي قوية جداً ويجب الحذر من قناصة المرتزقة وطائرات الاستطلاع التي تلقي القنابل على كل جسم متحرك.

طلبنا من المقاتلين في المجلس التوجه إلى الخطوط الأمامية، لكنهم رفضوا لتواجد قناصة داعش فوق أسطح المباني العالية، ولكننا أصرينا على التوجه إلى الخطوط الأمامية، وحينها قام المقاتل في المجلس العسكري السرياني فادي كمو بالتواصل مع قيادة الجبهة الأمامية عبر اللاسلكي وأبلغهم رغبتنا بالذهاب إليهم. سمعنا صوت المتلقي وكان الصوت لمقاتلة، قالت الوضع خطير والقناصة لا يتوقفون وهناك تحرك كثيف للمرتزقة، وأنه من الأفضل الانتظار قليلاً.

وبعد انتظار لمدة 20 دقيقة، عاودت المقاتلة التواصل مع المقاتل فادي كمو عبر اللاسلكي وأبلغته بأنها أرسلت مقاتلين ليرافقانا إلى نقطة تمركزهم، وبعد 10 دقائق أبلغنا المقاتلون الذين يناوبون أمام مدخل البناء، بأن مقاتلين قدما من الجبهة الأمامية من أجلنا.

توجهنا برفقة المقاتلين، حيث كان المقاتلان حذرين جداً، أضف إلى ذلك كان التحرك يتطلب الكثير من الحيطة والحذر، في الطريق شاهدنا أبنية مدمرة نتيجة الهجمات التي شنتها المرتزقة بالسيارات المفخخة، شوارع مغلقة بالسواتر.







وفي إحدى الشوارع كان هناك نفق يبلغ قطر فتحته حوالي 2 متر ويزيد عمقه عن 3 أمتار، كان مغطىً بأكياس من الخيش والتراب وكان شبه مدمر. أحد المقاتلين وكان يسمى رشو قال بأن المرتزقة هاجمت أول أمس من هذا النفق على نقاط قوات سوريا الديمقراطية، ولكن تم إفشال الهجوم وردم النفق.

بعد مسافة من السير على الأقدام وسط حذر شديد، وصلنا إلى نقاط المقاتلين في الخطوط الأمامية حيث قناصة المرتزقة منتشرون في المنطقة.

في هذه الجبهة، كان يتمركز 11 مقاتلاً ومقاتلة (3 مقاتلين سريان، مقاتلان كرديان، مقاتلتان كرديتان و4 مقاتلين عرب اثنان منهما من مدينة الرقة) وكانت تقودهم قيادية في صفوف وحدات حماية المرأة تسمى زيلان.

كانوا جميعاً في أهبة الاستعداد، كانت معنوياتهم عالية جداً، الكل كان متمركزاً في نقطته وأصابعهم على الزناد ويراقبون المنطقة بشكل دقيق جداً لرصد أي تحرك للمرتزقة.

قائدة المجموعة المقاتلة زيلان قالت إن المعارك قوية وبأن المرتزقة تحصنوا ضمن أحياء مدينة الرقة، وأضافت: “في كل شارع ومنزل وحي يوجد نفق، لقد حصنوا أنفسهم جيداً، القناصة متمركزون فوق أسطح معظم الأبنية العالية”.

القيادية زيلان تطرقت إلى آخر الأوضاع وقالت: “لقد خضنا منذ يومين معركة قوية هنا في هذه المنطقة، لقد هاجمونا من الانفاق، كما هاجمونا بدراجتين ناريتين مفخختين، ولكننا فجرناهما قبل وصولهما إلى نقاطنا، استمرت المعركة منذ بداية الليلة وحتى مطلع الفجر”.

وتابعت زيلان حديثها وهي تبتسم “لقد لقناهم درساً قاسياً، لم يعد أحد منهم إلى نقاطهم، جميعهم قتلوا، لقد كانت معركة قوية جداً … هل ترانا نعشق القتل؟، لا، لسنا كذلك، لأننا نقاتل من أجل تحرير شعبنا المظلوم الذي عانى الويلات على يد داعش”.

كانت القيادية زيلان ماتزال تتحدث حتى بدأنا نسمع أصوات إطلاق النار في موقع قريب جداً، وعلى الفور قطعت حديثها وطالبت الجميع بالتحصن وطالبت المقاتلين بإخراجنا من المنطقة وإيصالنا إلى نقطة المجلس العسكري السرياني لحمايتنا، وعلى الفور بدأ المقاتلون بإعادتنا.

ونحن في طريق العودة كنا نسمع ارتفاع صوت الأعيرة النارية واحتدام المعركة في الجبهة التي أتينا منها، وما أن وصلنا إلى النقطة العسكرية حتى وجدنا المصفحة بانتظارنا لإخراجنا من المنطقة.

في هذه المسيرة التي استمرت قرابة ساعتين، أكثر ما كان يلفت الانتباه هو المعنويات العالية للمقاتلين والمقاتلات، والروح الرفاقية لديهم وكذلك تشارك المقاتلين الكرد والعرب والسريان في القتال معاً.

ليست هناك تعليقات