أخبار الموقع

حياة جديدة تنتعش على مقربة من معقل داعش في الرقة

على مقربة من معقل مرتزقة داعش الرقة والتي ذاع صيتها بالظلم  والخوف والسواد، ينتعش نظام حياة جديدة يعمل فيها، كل من تحرر من بطش المرتزقة، كما خلية النحل، لإعادة بناء الحياة برونق تليق بها الحرية، حيث يسارع مجلسي طبقة والرقة المدنيين إلى تنظيم الشعب ضمن مجالس وتنشيط اللجان الخدمية فيها، كبداية لحياة تشاركية ديمقراطية حرة.
بعد اكتساب تجربة إدارة المجتمع وتنظيمه ذاتياً من مناطق فدرالية شمال سوريا، يناضل الشعوب وبمختلف أعراقهم وأديانهم في الرقة على عدة جبهات لإعادة مكتسبات المجتمع واحياءه، تحت إشراف مجلسي الطبقة والرقة المدنيين.
ففي ريف الرقة المحرر هناك الكثير من الأمثلة المعاشة عن نظام حياة جديدة لشعوبها من أجل إزالة سواد السنين التي توالت عليها حكومة البعث والتنظيمات والميليشيات المسلحة ولم تقم إلا باستبداد واضطهاد وتهميش المجتمع واحتكاره.
بلدة المنصورة المحررة على يد قوات سوريا الديمقراطية في الـ 3 من شهر حزيران/يونيو الجاري، والتي تبعد عن مدينة الرقة 27 كم، باتت الحياة فيها تنتعش وتتحرك من جديد برونقها الطبيعي بعيداً عن ظلم وسواد داعش، فيسعى فيها الأهالي على غرار باقي المدن والقرى في الشمال السوري، إلى تنظيم حياتهم الاجتماعية بأنفسهم.
بعد 10 أيام من التحرير وتمشيط البلدة، ساعدت قوات سوريا الديمقراطية في عودة الاهالي الى بلدتهم وأمنت لهم الإمكانات اللازمة من أجل ذلك، ثم سلمت أمر الأمن والحماية إلى قوات الأمن الداخلي لمدينة الرقة، كما سارع مجلس الطبقة المدني إلى توفير الاحتياجات الضرورية للمدنيين، وقدم المجلس مادة الطحين وأمور تقنية لصيانة المخابز، ليفتح إلى الآن 5 مخابز تؤمن احتياجات بلدة المنصورة وقراها المحررة من مادة الخبز.
إلى جانب ذلك فإن نشاط الحياة فيها يزدهر يوماً بعد يوم لتصبح بذلك ملاذاً للهاربين من مناطق سيطرة الميليشيات المعارضة والنظام وتنظيم داعش، حيث يوجد أعداد تقدر بالألاف من مناطق سخنة ومسكنة وتدمر وما حولها قد التجأت إلى البلدة، كما يقوم مجلس الطبقة المدني بتنظيم وتوعية الشعب في المنصورة بغية تشكيل مجلسهم حتى يتمكن الأهالي من إدارة البلدة وتلبية احتياجاتهم بنظام حياة جديدة هم أصحاب القرار فيها.
أما المثال الأكبر على الحياة الجديدة في الرقة، فهي مدينة الطبقة التي تحررت على يد قوات سوريا الديمقراطية في الـ 10 من شهر أيار/مايو الفائت، بعد تأمين وإنقاذ جميع المحتجزين والمستخدمين كدروع بشرية لدى داعش، حيث أصبحت في فترة وجيزة مفعمة بالحياة وتضج بالسكان، بجهود مجلسها ولجانها التي تأسست في 15-5-2017، لتشكل الى الآن 54 مجلساً ضمن المدينة وريفها، يقوم كل منها بدوره في الخدمة وتأمين الاحتياجات الحياتية للشعب.
ويتزامن حملة توعية وتنظيم الشعب، من الناحية الاجتماعية والثقافية الديمقراطية والعيش المشترك والتعاون، مع حملة غضب الفرات، التي بات فيها مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية داخل مركز المدينة وفي معارك شرسة ضد مرتزقة داعش لتخليص ما تبقى من الشعب من ظلمهم وتحرير المدينة بالكامل.
وهذه الانتصارات التي تحققها قوات سوريا الديمقراطية أعطت دفعة معنوية أكبر لشعوب الرقة في الانضمام أكثر وتحرير وحماية مناطقهم من مرتزقة داعش. فيقدر إلى الآن عدد الملتحقين بصفوف هذه القوات بالآلاف.
وإلى جانبه يعمل جميع من تبقى في القرى والمدن المحررة مثل خلية النحل في إعادة بناء الحياة التشاركية، ليزيلوا أثار داعش عن مدينتهم في كل النواحي ابتداءً من تنظيف الشوارع والأزقة من مخلفات داعش إلى إحياء ثقافتهم وعاداتهم المشتركة المتوارثة بحكم الانخراط والتعايش فيما بينهم كشعوب ومكونات وأديان منذ التاريخ، وهذا ما بات بارزاً في الأسواق وأماكن تجمع الأهالي في كل مقر أو دار أو مركز أو مجلس ضمن الطبقة.
وبحسب الرئيسة المشتركة لمجلس الطبقة المدني روشن أحمى فإن “هذا الانفتاح والانسجام من قبل الشعب للتغيير وترسيخ حياة جديدة على أسس ديمقراطية تشاركية حرة، إنما هو دافع ومحرك للتخلص من ما زرعته الأنظمة السابقة والمجموعات المرتزقة المسلحة التي توالت على حكمهم واستبدادهم، الأمر الذي سيجعل من الطبقة والرقة نموذجاً ديمقراطياً للمنطقة عامة ويفتح الباب أمام عصر الديمقراطية المميز للمنطقة برمتها”.

ANHA

ليست هناك تعليقات