أخبار الموقع

الكورد في قرغيزستان





   تقع جمهورية قرغيزستان في أسيا الوسطى، وهي إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، حصلت على استقلالها في عام 1991م، ويبلغ عدد سكانها نحو خمسة ملايين نسمة، وعاصمتها مدينة (بشكيك)، ويعيش في العاصمة نحو مليون نسمة. ومن أهم مدنها: بشكيك، جلال أباد، أوش، طلاس، جوسك، أيسكول.

 يعيش الكرد في جمهورية قرغيستان، ويعودون بأصولهم إلى أكراد كردستان الشمالية، وقد قدموا إلى روسيا القيصرية بعد الحرب العالمية الأولى 1918م، وبالأخص بعد إغلاق الحدود بين الدولتين التركية والاتحاد السوفيتي السابق، وعاشوا في جبال القفقاس وكردستان الحمراء (أذربيجان، جورجيا، أرمينيا) وبعد زوال (كردستان الحمراء) 1930 بعدة سنوات بدأ التهجير القسري للكرد من القفقاس إلى أسيا الوسطى ومن ضمنها قرغيزستان.
     أول هجرة قدمت إلى قرغيزستان كانت عام 1937، وثاني هجرة قسرية حدثت في عام 1944 أي قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية، وسبب هذه الهجرة يرجع إلى أسباب غير مقنعة من بينها اتهام السلطة السوفيتية بزعامة (ستالين) بأن الكرد تجسسوا لصالح الألمان، ومنهم يقول بسبب قربهم من الحدود التركية وهذا يشكل خطرا على أمن الاتحاد السوفيتي.
     وهناك من يقول أنه أثناء الحرب العالمية الثانية كان يوجد عدة أسباب لهجرة الكرد إلى آسيا الوسطى منها أن أصل الكرد آري وكان الألمان آريين أيضاً؛ ولهذا جاء حقد ستالين على الكرد، ويقول شكري خدو بهذا الصدد: بأن كل ما يعتقده الروس بأنه كردي كانوا يحاولون مسحه من الوجود، أما السبب الثاني هو الأهم فقد كان عشيق والدة الزعيم (ستالين) كردياً واسمه (شيركو)، وحتى يومنا هذا يوجد قبر شيركو بجوار قبر والدة ستالين، وهناك سبب آخر بأن الزعيم باقيروف الأذربيجاني كان يحقد على الكرد بسبب تعاطفه مع الأتراك- الأتراك والأذريين من أصل واحد- فكان ينقل للزعيم (ستالين) أخبار غير صحيحة عن الكرد، ويحاول طردهم من القفقاس وكردستان الحمراء، أو مسحهم من خارطة الاتحاد السوفييتي.
   و هناك قسم آخر من الكرد قدموا إلى الاتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الأولى من كردستان تركيا، ويقول أغلب كرد قرغيزستان: بأن أصلهم يرجع إلى مدينة (وان) الواقعة اليوم في كردستان تركيا، حيث هجروا منها إلى القفقاس بسبب الظلم التركي للشعب الكردي وأخذوا يبحثون عن الأمان، ولكنهم في هذا البلد الجديد ألحق بهم أيضاً الضرر والظلم الفادح من قبل النظام الشيوعي الستاليني، فهذه الأسباب السابقة هي التي جاءت بالكرد إلى قرغيزستان...
تعدادهم :
يصل حالياً عدد الكرد في قرغيزستان إلى ما بين (25-30) ألف نسمة، ويقيمون في العاصمة بشكيك، وجلال أباد، أوش، طلاس، وأيسكول. وينحدرون من العشائر الكردية التالية: بروكة ،جلاليين، مرتفة، وسيدا. وهم يعملون في جميع المجالات والمهن، وفي الزراعة والصحة، وفي المؤسسات الحكومية وخصوصاً في مجال الشرطة والتعليم.
من عاداتهم الاجتماعية:
     تشتهر المائدة الكردية في قرغيستان بأكلات الـ (غرار)، وهي تتألف من الرز واللبن والخضروات، وأكلة (خوشلامة) التي تتألف من اللحم المدهن المقلي بشكل جيد، يضاف إليه البصل والبطاطا دون أن يحركوها، ومن ثم يضيفون إليها الخضروات، وهناك أنواع أخرى من الأكلات الكردية كالدولمة، والجيك، والمنخال.
     أما بخصوص الزواج عند كرد قرغيستان فيتحدث رجل كردي طاعن في  السن بقوله: في السابق كان أهالينا يخطبون لنا دون أن نعلم من هي العروس، ولا العروس تعرف عريسها وزوج المستقبل. أما اليوم فقد ساد تطور حضاري قليلاً، حيث الشاب يرى العروس في المناسبات والأعراس ويقول لوالده: أحب الزواج من فلانة؟ والوالد يطلب البنت من أبيها، فإذا وافق تتم الخطبة والزواج.
       والزواج يبدأ بقراءة سورة الفاتحة، وبعدها يذهب الأب والأم وبعض من أقرباء العريس إلى بيت العروس ويطلبون منهم البنت، فإذا وافقوا يقدمون لها في النفس اليوم الذهب، وبعد الفاتحة تأتي الخِطبة وتقام الحفلة في بيت والد العروس مع حضور الأقرباء وأصدقاء العروس، ويقوم أهل العريس بتقديم الهدايا للعروس. بعدها يتم تحديد موعد الزواج وتقام حفلة العرس، ويمكن تأجيل العرس سنة أو أكثر لحدوث مكروه أو طارئ ما.
      أما بخصوص مراسم الوفاة فإنها تتم وفق الشريعة الإسلامية، والمتوفى سواء كان رجلاً أو امرأة أو شاباً أو مسناً، ومن عادتهم القديمة أنهم كانوا يدفنون الميت ولا يحلقون ذقونهم لمدة أربعين يوماً، ويلبسون السواد، ولا يسمعون للموسيقى، ويمتنعون عن إقامة حفلات الزواج أو ما شابه لمدة سنة، لكن العادات اليوم تغيرت، فبعد الدفن بسبعة أيام يصبح الجميع أحراراً ويمكنهم الاستماع  للموسيقى، أو إقامة حفلات الزواج أو أي شيء آخر، بينما تبقى عائلة الفقيد حزينة لمدة طويلة.
    أما الاحتفال بأعياد الميلاد فتتم بشكل نظامي حيث يقول شيخ رمضان محمدوفيج سيدوف رئيس فيدراسيون (جمعية) كورد قرغيستان: أنهم ورثوا هذه العادات من الشعب الروسي وخصوصاً في الفترة الأخيرة، وأغلب الكرد يحتفلون بأعياد ميلادهم في المطاعم ويصرفون ليس أقل من خمسة ألف دولار. ولازال الكرد في قرغيستان يحتفلون أيضا بيوم الطهارة (ختان الذكور) ويدعون الضيوف من جميع الأماكن وكأنه حفلة عرس..
الفدراسيون الكردي (جمعية    
الكرد ) 1993 م :
    كان كرد قرغيزستان يشاركون في الفدرسيون الكردي في الاتحاد السوفيتي السابق الذي أسسه بابايف محمد سلو في عام 1988م. وكان ممثله في قرغيزستان السيد شيخ رمضان محمدوفيج سيدوف، وبعد انحلال الاتحاد السوفيتي أنحل الفدراسيون.
       لكن الكرد في قرغيزستان أسسوا لهم فيدراسيون خاص (جمعية) بهم بأمر من القصر الجمهوري باسم (جفات) عام 1993م، وترأسه السيد صلاح قاسم من عام 1993 -2002م، وقد شارك في أعياد النوروز، وبعض الاحتفالات الوطنية والقومية.
      وفيما بعد ترأسه الشيخ رمضان محمدوفيج سيدوف في عام 2002 م بشكل ديمقراطي، وتغير اسم الفيدراسيون من (جفات) إلى (ميدية) لعدم وجود أنشطة مقبولة لهذا الاسم، وقاموا بنشاطات جديدة، وأسسوا فرقة للرقص باسم ميدية، وتتألف من ستة شاب وست شابات حيث نالوا أعجاب الجميع، وشاركوا في كافة المناسبات والاحتفالات الوطنية والقومية في قرغيزستان، وحصلوا على جائزة  أفضل رقص فلكلوري في عام 2003م، كما أسسوا فرقة موسيقية وشاركوا في مختلف المناسبات.
      وأيضاً تم أخذ الرخصة الرسمية من قبل الحكومة القرقيزية والعمل على تدريس الطلاب الكرد مادة اللغة الكردية في المدارس. وتم فتح دورات للغة الكردية، وشارك الفدراسيون في البرامج التي تذاع على الإذاعة الوطنية باسم راديو ميديا باللغة الكردية، ولديهم برامج تبث مرة واحدة في الأسبوع لمدة 30 دقيقة، وهذا الأمر بدأ منذ عام 2002 وحتى وقتنا الحاضر، وتم منذ عام 2000 وحتى الآن عرض أربعة أفلام وثائقية عن الكرد في التلفزيون القرغيزي.
   تم الحصول على جناح خاص في المتحف الوطني القرقيزي عام 2003م تحت اسم (جناح الفلكلور الكردي)، وأصبح الكرد أعضاءً في هذا المتحف منذ ذلك التاريخ.
     وفي عام 2004 تم مشاركة ممثل حكومة إقليم كردستان السيد خوشوي ملا إبراهيم بابكر في روسيا والدول المستقلة وقد تحاور مع بعض أعضاء الجمعية مع أعضاء من البرلمان القرقيزي وكتبوا بروتوكولات الصداقة والتعاون بين حكومتي إقليم كردستان وقرغيزستان، وفي يوم 3/11/2004، تم رفع علم كردستان فوق “جمعية صداقة الشعوب” في العاصمة بشكيك، وأصبح علم كردستان يرفرف عالياً بين أعلام دول العالم وأخذ تسلسل برقم 48، وعندما رفع العلم الكردي وقف الشيخ رمضان وخوشوي بابكر إبراهيم مندوب الحزب الديمقراطي الكردستاني وشعرا بأنهما أصبحا أبطالاً، وجاء أبناء الشعب الكردي من القرى البعيدة ليصوروا اللقطات التذكارية تحت علم كردستان. ولا يزال الجميع الكرد وشعب قيرغيزستان ينتظرون خطوات جادة من قبل حكومة كردستان لتفعيل الاتفاق حتى لا تبق تلك البروتوكولات مجرد حبر على ورق. وفي عام 2004م زار السيد شيخ رمضان إقليم كردستان العراق بدعم من الحكومة القرغيزية، وقد أراد القرقيزيون من زيارة السيد شيخ رمضان إلى الإقليم فتح علاقات اقتصادية وسياسية مع هذا الإقليم الجديد، وعرض على رئيس الوزراء إقليم كردستان العراق آنذاك (نيجيرفان البارزاني) ذلك، ورحب الأخير بالوفد الزائر، وأيد فتح العلاقات بين الجانبين، وأن يتم فتح مكتباً وإقامة علاقات على مستوى الدول، ومنها التبادل التجاري.
    تسلم رئاسة الفرداسيون (الجمعية) كل من:
 -السيد صلاح الدين قاسم: وهو طبيب بيطري عمل في الدولة لعدة سنوات، وترأس الفدرسيون من عام 1993 حتى عام 2002م.
  -الشيخ رمضان محمد سيدوف: مهندس ميكانيكي عمل في وزارة الحربية في عهد ألاتحاد السوفيتي السابق، وشارك في المظاهرات الكردية في نهاية السلطة الشيوعية المشلولة مطالبا باسترجاع كردستان الحمراء، كما شارك في عام 1992 بالهجوم على السفارة العراقية في موسكو في 16 آذار في ذكرى أحداث حلبجة، وسجن للعدة أيام، وشارك في أكثر من كونفرانس كردي في ألاتحاد السوفيتي وفي العالم الخارجي (1).
 كرديات من قيرغيزستان شهادات مرَّة من أكرادها:
     يقول رئيس جمعية الكرد في قيرقيزستان السيد شيخ رمضان سيدوف محمد وفيج - المولود في مدينة بشكيك بقيرغيزيا في عام 1958-: أن والده هجر قصراً من كردستان الحمراء من منطقة (نقشوان) بعد الاتفاق الذي حصل بين الأتراك والحكومة السوفيتية حينذاك، ففي عام 1923 وبعد ما غُدر بالكرد في معاهدة لوزان وقسمت كردستان بين تركية وسورية والعراق وإيران، كانت الثورة البلشفية فتية، ورداً على هذا المعاهدة المشؤومة أسس الرئيس السوفيتي (لينين) جمهورية (كردستان الحمراء) عام 1923، وقد دامت (كردستان الحمراء) ست سنوات حتى عام 1929م. وسبب زوالها بانه عقد أتفاق بين حكومة الرئيس السوفيتي (ستالين) والرئيس التركي (كمال أتاتورك) في عام 1926 بأن تصبح دولة تركيا من أعظم الدول الاشتراكية في آسيا، مع بعض الأمور الغامضة مثل الوعود المادية و النفطية ...الخ.
     وفي تلك الأعوام كان الشعب الكردي يقوم بالمظاهرات والثورات في كردستان تركيا مثل  ثورة شيخ سعيد بيران وثورة سيد رضا، وهنا حصل تقارب بين الأتراك وستالين وطلبوا منه بأن يحل (كردستان الحمراء)، لأن كرد تركيا يتطلعون إلى (كردستان الحمراء) ويشجعون على ذلك! وطال انحلال هذه الجمهورية حتى عام 1929،  وبعد حلها جرى تهجير الكرد قصراً إلى دول آسيا الوسطى مثل كازخستان، قرغيستان، وأوزبكستان، ونحن كنا من ضمن اوائل الهجرة، وفي عام 1944 هجروا بقية الكرد قصراً من (جبال القفقاس) وخاصة من جيورجيا وأرمينيا.وكان (ستالين) يخشى من الكرد بأن يتجسسوا لصالح دول الجوار، وكون الكرد من العرق الآري، والألمان هم أيضا من العرق الآري، كل هذه الأسباب - حسب معرفتي- كانت وراء تهجير الكرد، وهناك شيء أخر عندما هجروا إلى أسيا الوسطى لم يسمح لهم بزيارة أقرباهم، و لم يعرفوا أين أخوانهم، فمنهم من كان في كازاخستان، وفي أوزبكستان حتى عام 1956، ومن ثم عرفوا أين أقاربهم؟ هذا هو وضع الكرد في زمن الاتحاد السوفييتي السابق.
     أما عن تعامل الحكومة الروسية مع الكرد بعد عام 1956م، فقد بقوا لفترة طويلة يخافون من ( ك.ك.ب = اسم المخابرات الروسية)، ولم يطالبوا بأي شيء حتى التعليم، ولم يدرسوا مثل باقي القوميات الأخرى.
المناضل الشجاع بابايف محمد سلو:يتابع الشيخ رمضان سيدوف بأن معظم الأكراد كانوا يعملون في الرعي، ولم يوجد بينهم من يحمل الشهادة الجامعية في ذلك الوقت، وقليل منهم من كان يحمل شهادة الدراسة المتوسطة، ولكن كان بين الكرد شخص اسمه (بابايف محمد سلو) هو رجل وطني وقومي وشجاع وقد حرك القضية الكردية وحرض جيل الشاب بأن يطالبوا بكردستان الحمراء، وعندما طالبوا بكردستان الحمراء تعرض بعضهم إلى التعذيب والاعتقال، ولكن بعد ذلك حصلوا على شيء من الحقوق مثل قبول الطلبة الكرد في الجامعات، وحتى سنوات الثمانينات تحسن الوضع لولا انحلال الاتحاد السوفيتي عام 1990م.
     وقد قام الكرد بثلاثة مظاهرات سليمة في عهد الرئيس الروسي ميخائيل غورباتشوف، وهذا الفضل أيضا يعود إلى السيد (بابايف محمد سلو) الذي جمع الكرد من كافة أنحاء ألاتحاد السوفيتي السابق وطلب منهم المجيء إلى موسكو والمطالبة باسترجاع (كردستان الحمراء)،  وأجتمع المشاركون الكرد في موسكو، وقال لهم (محمد سلو بابايف): علينا أن لا نخاف من ك.ك.ب، ونطالب بكردستان الحمراء حتى لو كلفنا ذلك أروحنا، وفي ذلك الوقت أجرى ( ك.ك.ب) مع محمد سلو تحقيقاً ومنه لماذا تطالبون بكردستان الحمراء؟ فرد عليهم محمد سلو: نحن الكرد لنا خيار واحد أما كردستان الحمراء، أو تقتلون الكرد وتحرقون منازلهم، لقد تعبنا من أوامر جيراننا في أرمينية فعندما نعمل أي شيء يقول لنا من أنتم؟ ومن أين أتيتم؟ ونحن نريد أن نبين من نحن وإن هذه الأرض هي أرض الكرد، وأن الرئيس السوفييتي السابق (لينين) هو الذي شكل هذا الحكومة، فهل أنتم تعارضون لينين؟ ومن ثم قرروا الاجتماع مع أعضاء اللجنة المركزية، وبوقته كان سيد (يفغني بريمكوف) مسؤولاً، وعندما دخل بريمكوف إلى القاعة قال: ماذا تريدون أيها الكرد؟ فصرخ (بابايف محمد سلو) ومسكه من ياقة قميصه وكاد يضربه، وقال له: أنت عدو الكرد، ولا أريد التحدث معك، وطرده من القاعة، وبصراحة كان محمد سلو إنسانا شجاعا جداً وبوقته اعتقد الجميع أنه سوف يشنقونه، لكنه قال: فليقتلوني أفضل أن أعيش في ظل هذا النظام، سنطالب بكردستان الحمراء حتى الموت.
     وحصل بعد هذا اللقاء أشياء كثير، لكن انحلال الاتحاد السوفييتي عام 1990م حال دون تحقيق أحلام الكرد مرة ثانية بـ (كردستان الحمراء) التي ذهبت أدراج الريح.
    والخلاصة بأن الكرد أينما رحلوا وحلوا يتمسكون بتراثهم وفلكلورهم، ولا يزال كرد قيرقيزيا يعتبرون أنفسهم جزءاً من الكرد، وفي أعراسهم يعزفون الموسيقى الكردية والطبل، وأنهم استفادوا كثيرا من المحطات التلفزيونية الكردية وأعلامهم البسيط (2).
صدامات بين الأكراد والروس والقرغيز.
       فرضت السلطات القرغيزية تدابير مشددة وزجت وحدات الأمن الداخلي بشكل مكثف في منطقة تشوي في 27 ابريل 2009م، لإنهاء صدامات عنيفة وقعت بين أبناء القوميات القرغيزية والروسية والكردية. وعلى رغم القبضة الأمنية الصارمة برزت تهديدات باستئناف أعمال العنف إذا لم يتم ترحيل العائلات الكردية من المنطقة. وتحولت جريمة اعتداء على طفلة روسية في الرابعة من عمرها أرتكبها أحد الشبان من أبناء القومية الكردية في بلدة بتروفك التي تقع على بعد أربعين كيلومتراً عن العاصمة القرغيزية، إلى شرارة فجرت موجة عنف قوية بين أبناء المجموعات الإثنية القاطنة في هذه المنطقة. وتعد النزاعات والمشاجرات بين أبناء القوميات المختلفة حدثاً عادياً في المنطقة فهي تتكرر من فترة إلى أخرى، لكنها في هذه المرة اتخذت بعداً أوسع عندما قام الروس والقرغيزيون ليل السبت-الأحد، بمهاجمة منازل أبناء القومية الكردية وتكسير نوافذها وإضرام النيران في سياراتهم. واتخذت الهجمات منحى أخطر بعد ظهور أسلحة نارية خلال المواجهات. وبحسب الأجهزة الأمنية فإن شخصين على الأقل نقلا إلى المستشفى بعد إصابتهما بأعيرة نارية. وأعلنت قوى الأمن القيرغيزي أنها اعتقلت خمسين شخصاً، بعد تدخل حاسم لقمع المواجهات وتفريق المهاجمين الذين طوقوا منازل العائلات الكردية وحاولوا طردهم من البلدة. وزجت الداخلية وحدات مكثفة وأعلنت عن فرض تدابير مشددة، وأفاد متحدث رسمي أمس، أن السلطات سيطرت تماماً على الموقف في البلدة. لكن وسائل إعلام نقلت عن روس وقيرغيزيين من سكان المنطقة تهديداً باستئناف أعمال العنف في حال لم تقم السلطات بترحيل العائلات الكردية، وعددها مائة وعشرون (3)

ليست هناك تعليقات