أخبار الموقع

التحام شعبي وأممي في مراسم تشييع شهداء قرجوخ





ساعات ما بعد الظهر يوم 29 نيسان في مدينة ديرك، ستبقى ذكرى لا تنسى في غياهب التاريخ الإنساني.

انسابت القوافل من كل صوب وحدب من مدن ومناطق  روج آفا إلى مدينة ديرك، للمشاركة في مراسم تشييع شهداء العدوان التركي على جبل قرجوخ، مئات من العربات زينها أصحابها بألوان الربيع الكردية، وصور المناضلين. آلاف المشيعين وصلوا إلى المشفى الوطني بديرك وهم يهتفون للشهداء.

اندمجت قوافل المشيعين مع قوافل الشهداء لتصير قافلة واحدة تضم مئات العربات وتشق طريقها بين السهول التي اكتساها الخضار وأزهار الربيع ذات الرائحة الفواحة، نحو مزار الشهيد خبات في أقصى شمال شرقي مدينة ديرك.
في المزار الذي يطل على جبل جودي الشاهق التقت كافة المشارب والأطياف لتشارك في الوداع الأخير، أبناء المنطقة من عرب وكرد وأرمن وسريان وغيرهم التحموا مع بعضهم ليشكلوا حلقة من أخوة الشعوب حول جثامين المناضلين.

حتى أن الساموراي والملك آرثر كانوا حاضرين في مراسم التشييع، هذا ما كان يتبادر للجماهير حينما كانوا يشاهدون مقاتلين وصحفيين أوروبيين وآسيويين في المراسم.

تحت زخات من بتلات الورود وزغاريد الأمهات، حملت جثامين المناضلين التي وصلت تواً للمزار على الأكتاف من قبل رفاق دربهم، ليصلوا بهم إلى منصة مرتفعة عن الجماهير قليلاً ويبدأ بعدها مقاتلو ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة بأداء المراسم العسكرية.

تخلل أداء المراسم العسكرية كلمة مطولة للقيادة العسكرية للوحدات التي  أكدت في مضمونها أن جبال شنكال وقرجوخ لم ولن تكون خالية من المقاتلين.

على وقع إلقاء التصريحات السياسية من قبل الساسة في المراسم، وصلت قافلة للعسكريين الأمرييكيين إلى المكان، لتؤكد على أن الشرخ بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا يزداد يوماً بعد يوم.

إلا أن كلمات عوائل الشهداء كان لها الصدى الأقوى أثناء تسلم وثائق استشهاد فلذات أكبادهم في سبيل الوطن، فكلماتهم كلها كانت تؤكد أن أبنائهم وبناتهم هم بشارة النصر القريب.

بعد أن حانت الساعة الأخيرة، حُملت جثامين المناضلين على الأكتاف إلى مثواهم الأخير. وجلست الأمهات بجانب جثامين الشهداء وبجانبهن رفاق الدرب يسكنون رفاقهم منزلهم الأبدي.

ليست هناك تعليقات