أخبار الموقع

مسؤول أمريكي: تهاون أردوغان في التصدي لداعش أدى لتحالف أمريكا مع الأكراد

أكد مسؤول أمريكي بارز سابق في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما التي خططت لمشروع قرار تسليح وحدات حماية الشعب الكردية أن التقارب بين أمريكا ووحدات حماية الشعب الكردية نابع من عدم اعتبار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تنظيم داعش الإرهابي “خطرًا عاجلاً” في عام 2014.
وفي مقاله الذي تناول خلفية المباحثات التي أجريت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، أوضح كولن كاهل – أحد مستشاري الأمن القومي لأوباما ونائبه جو بايدن – أن إصرار تركيا على منطقة حظر للطيران في سوريا أسفر عن تقارب بين وحدات حماية الشعب الكردية والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي مقاله بصحيفة فورن بوليسي ذكر كاهل أن تخوفات تركيا بشأن وحدات حماية الشعب الكردية منطقية وتحظى بقبول واسع، غير أن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن الخطوات وسلسلة القرارات التي اتخذها الرئيس أردوغان عرقلت جهود تركيا المشتركة مع أمريكا فيما يتعلق بتشكيل قوة بديلة لوحدات حماية الشعب الكردية ضد تنظيم داعش الإرهابي، مشيرا إلى أن هذا الوضع أسفر عن تقارب بين الولايات المتحدة الأمريكية ووحدات حماية الشعب الكردية وظهور وحدات سوريا الديمقراطية.
الخطة المطروحة في عام 2014
كشف كاهل أن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت خطة لتركيا في سبتمبر/ أيلول عام 2014 حيث سيطر تنظيم داعش على مدينة كوباني. وكانت الخطة التي أعدها الممثل الخاص للتحالف الدولي ضد داعش الجنرال جون ألين ومساعده بريت ماكورك تشكيل قوة سورية معارضة لتطهير الحدود التركية كليا من تنظيم داعش، مقابل فتح القواعد التركية لطيران التحالف الدولي ضد داعش، بل وأنه تم الحديث عن تقديم القوات الخاصة التركية المشورة لتلك القوة، وأجريت مباحثات شاملة على الخطة مع المسؤولين الأتراك.
موافقة داود أوغلو
وأضاف كاهل أن الخطة تعثرت لإصرار أردوغان على منطقة حظر طيران، حيث ذكر كاهل أنه توجه إلى إسطنبول في عام 2014 برفقة نائب الرئيس الأمريكي السابق جوي بايدن ووافق رئيس الوزراء التركي آنذاك أحمد داود أوغلو على الخطة، لافتًا إلى التقاء بايدن مع أردوغان بعدها وتبين أن أولويات أردوغان كانت مختلفة.
وخلال اللقاء الذي استمر 5 ساعات تفهّم بايدن تخوفات تركيا بشأن دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية في كوباني، وأشار إلى دعم تركيا لتنظيمات خطيرة جدا بالنسبة لأمريكا مثل أحرار الشام، كما اقترح بايدن على أردوغان تنحية هذه الاختلافات لإقرار مقترح ألين وماكورك.
كانت الولايات المتحدة وتركيا ستشكلان قوة مشتركة ضد تنظيم داعش الإرهابي للقضاء على مخاوف تركيا من وحدات حماية الشعب الكردية، وتقبل أردوغان المقترح، غير أنه اشترط إقامة الولايات المتحدة منطقة حظر طيران على شمال سوريا بالكامل بما يشمل حلب أيضا.
لم يعد للولايات المتحدة خيار آخر
وأفاد كاهل أن أردوغان حينها لم يكن يرى أن داعش يمثل تهديدا عاجلاً لتركيا، لهذا كان يطالب الولايات المتحدة بتنازلات لدعم الحرب ضد التنظيم الإرهابي. وأكد كاهل أن هذا الشرط أفسد الاتفاقية نظرا لأن إعلان الولايات المتحدة منطقة حظر طيران في سوريا سيضعها في صدام مباشر مع إدارة الأسد، وأوباما رفض الزج بالولايات المتحدة في معركة كهذه دون تخويل دولي.
وأوضح كاهل أنه مع غياب اتفاقية بين تركيا وأمريكا كان البنتاجون عازمًا على التصدي لتنظيم داعش في شمال وشرق سوريا، مما دفعه إلى دعم الميليشات السورية العربية ووحدات حماية الشعب الكردية، لكونها القوة الوحيدة القادرة على تحقيق هذا. كما أشار كاهل إلى تغيير نظرة تركيا لتنظيم داعش الإرهابي بمرور الوقت، غير أنه خلال تلك الفترة أحرزت وحدات حماية الشعب الكردية تقدما في الحرب ضد داعش، مفيدا أن عملية درع الفرات تضمنت تناقضات في هذا الإطار.
أكد كاهل أيضا أن عملية  درع الفرات كانت خطوة مشابهة من عدة جوانب للمبادرة المشتركة التي تشكلت بين بين الطرفينفي خريف عام 2014 ضد تنظيم داعش، مضيفا أن تغيير أردوغان لتقييماته بشأن تنظيم داعش استغرق نحو عامين، غير أن حملة أردوغان هذه كانت معنية في المقام الأول بالأكراد.
هذا وشدد كاهل على أن أحد المفارقات العديدة التي تشهدها الحرب السورية هو عدم رغبة أردوغان في التركيز على التصدي لداعش، وهو الأمر الذي أسفر عن العلاقات الوطيدة بين أمريكا ووحدات حماية الشعب الكردية رغم رفض تركيا.

ليست هناك تعليقات