أخبار الموقع

دير الزور... اخر معاقل داعش في سوريا

أنطلقت معركة الرقة بشكل فعلي منذ بداية الشهر الجاري، وأعلنتها قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب عمودها الفقري، فيما استنفر تنظيم "الدولة الإسلامية"، داعش للدفاع عن عاصمتها المزعومة.  وبحسب خبراء عسكريين، فإن قوات سوريا الديمقراطية حاصرت الرقة من ثلاثة محاور وتركت المحمور الجنوبي مفتوحاً لداعش من أجل أن يهرب من المدينة وبالتالي تحرير المدينة بأقل الخسائر الممكنة.  وحول آخر مستجدات معركة الرقة، قال الباحث في مجموعة الأزمات الدولية، يازر عثمان، إن "قوات سوريا الديمقراطية تتقدم في المحمور الشرقي وسيطرت على معمل لتفخيخ السيارات لداعش بالإضافة إلى معمل السكر". وأشار إلى أن "قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها التحالف الدولي سيطرت إلى الآن على 15 % من المساحة الكلية لمدينة الرقة". وبشأن الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية، أكد عثمان، أن "أمريكا تدعم قوات سوريا الديمقراطية ميدانياً عن طريق الاسناد بالمدفعية، إضافة إلى تقديمها السلاح الثقيل"، لافتاً إلى أنه "هناك جنود ومستشارين أمريكيين على الأرض". كما أوضح الباحث في مجموعة الأزمات الدولية، أنه "هناك مستشارين فرنسيين على الأرض أيضاً،  حيث يعتبر الفرنسيين والاتحاد الأوربي أن جميع المشاكل التي تواجههم  تخطط في مدينة الرقة من قبل مسلحي داعش، حيث أن جميع الفرنسيين الذين انضموا إلى داعش وتدربوا على يده يعودون إلى فرنسا من أجل القيام  بالعمليات الإرهابية وبالتالي يجب التخلص من داعش بالقضاء عليهم في مدينة الرقة". كما أكد أن معركة الرقة معركة صعبة جداً حيث أن داعش يستميت من أجل الدفاع عن المدينة وعن عاصمته المزعومة وهو يملك تكنولوجيا متطور جداً في صناعة الالغام التي تعمل على مبدأ الصوت وتنفجر بسرعة".   لفت عثمان إلى أنه "بالرغم من وجود منظمة عالمية لديها تكنولوجيا لإزالة الالغام، إلا أنها غير قادرة على إزالة الالغام الموجودة في غرفة الكونترول في سد الطبقة مثلاً"، موضحاً أن "داعش يستخدم طائرات صغيرة يتم تدميرها عن بعد من أجل وقوع أكبر عدد من الضحايا". وبشأن المعلومات التي تدوالتها الإعلام الروسي عن اتفاق قوات سوريا الديمقراطية مع داعش، نفى عثمان "وجود اتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية وداعش من أجل خروج الدواعش بشكل آمن من المدينة وتسليمها لقوات سوريا الديمقراطية، حيث أن الرقة مفتوحة من المحمور الجنوبي وإذا شعر داعش بالخطر وحتمية الهزيمة سوف يهرب عن طريق النهر بالزوارق". وحول الجهة التي ستدير الرقة بعد مرحلة داعش، واحتمال عودة النظام السوري إلى المدينة، قال الباحث في مجموعة الأزمات الدولية، إنه بعد تحرير الرقة من الصعب عودة مؤسسات النظام السوري إلى المدينة، ومسألة الرقة مختلفة عما جرى في الهول ومنبج والشدادة حيث تقوم القوات الأمريكية بتدريب قوات الأمن والآسايش من عرب المنطقة ليقوموا بحماية وإدارة المدينة بعد خروج داعش وبالتالي لن تسلم الرقة إلى قوات سوريا الديمقراطية بعد تحريرها". من جهة أخرى، أوضح عثمان أن  قوات سوريا الديمقراطية غير قادرة على التوجه إلى دير الزور ولن تشارك في معركة تحريرها، لافتاً إلى أن النظام السوري محاصر في تلك  المدينة وهناك قوات عربية مدعومة من بريطانيا بالتالي معركة الديرالزور وأبو كمال ستكون حرب الممرات والطرق وهو صراع نفوذ بين القوى الكبرى". النظام السوري وروسيا يحصلان على سوريا المفيدة وتحاول روسيا السيطرة على سوريا الغنية بشتى الوسائل، فيما الحشد الشعبي وإيران القادمان من العراق نحو الحدود يسعيان إلى فتح طريق يربط بغداد ودمشق. أما قوات التحالف والأردن وبريطانيا وأبناء العشائر العربية في تلك المنطقة فتتمركز في المنطقة الحدودية، فيما السؤال الذي يطرح نفسه في ظل الأوضاع الحالية، هل ستنشب الحرب بين أمريكا وحلفاءها وروسيا وحلفاءها في المثلث الحدودي؟ وبشأن الأزمة التي نشبت مؤخراً في المثلث الحدودي بين الأطراف التي تحاول توسيع نفوذها، قال اللواء علي مقصود، الخبير العسكري الاستراتيجي السوري من دمشق، لشبكة رووداو الإعلامية، إن أمريكا وبكل تأكيد تحاول وحاولت السيطرة على دير الزور نظراً لأهمية هذه المنطقة والغنية بالنفط والغاز والسلات الغذائية". مقصود أشار إلى أن "أمريكا تعتبر دير الزور منطقة نفوذها وعقدة ربط بين سوريا والعراق لذلك من خلال الكتائب والميليشات التابعة لها تحاول السيطرة على تلك المنطقة وتقسيم سوريا بالكامل هذه هي الخطة التي وضعتها أمريكا وتعمل من أجلها". وبشأن الجهة التي ستحرر دير الزور، أوضح أن معركة تحرير البادية وديرالزور من داعش ستكون مهمة الجيش السوري  بدعم روسيا ولن تشارك أي قوة أخرى في تلك المعركة"، لافتاً إلى أن الجيش السوري بدأ فعلياً بالتحرك بعد أن أعلنت قوات سوريا الديمقرطية إنطلاق معركة". وكما أوضح أن "الجيش السوري حرر حتى الآن 26 ألف متر مربع  ووصل إلى منطقة ظهور الغنايم والسيطرة  على مثلث ارك والمحطة الثالثة"، مشيراً إلى أن قوات الحشد الشعبي سوف تقوم  بمساعدة الجيش السوري بالاسناد المدفعي من داخل الأراضي العراقية وإغلاق الحدود والمنافذ أمام الإرهابين من أجل محاصرتهم والقضاء عليهم بشكل نهائي وهناك تعاون وتنسيق كامل في هذا المجال بين الطرفين". وبخصوص احتمال عودة النظام السوري إلى الرقة أكد مقصود أن الحكومة السورية سوف تقوم بفرض سيطرتها على كل قرية وبلدة ومدينة سورية بعد أن قدمت سوريا كل هذه التضحيات وبالتالي من الطبيعي أن تعود مؤسسات الحكومة السورية إلى الرقة". كما أوضح أن قوات سوريا الديمقراطية تضم في بنيتها التنظيمية من العشائر والمكونات السورية المختلفة ووحدات حماية الشعب الذين هم جزء من تلك القوات  التي لا تضع بيضها في سلة واحدة وهذه التحالفات مع أمريكا ليست استراتيجية هي وقتية لا أكثر". 

ليست هناك تعليقات