أخبار الموقع

كاتب بريطاني: هناك دعم قوي بين وحدات حماية الشعب و دول الخليج

تناول الكاتب البريطاني روبرت فيسك الشكوك السورية التي تزايدت في الآونة الأخيرة، بأن وحدات حماية الشعب في شمال البلاد، ارتمت في أحضان الولايات المتحدة، بعدما كانت يوماً في تحالف مع نظام بشار الأسد. واعتبر فيسك في مقال له بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أنه رغم "الواقعة الاستثنائية التي دُمِّرَت فيها المقاتلة الحربية السورية على يد الطيران الأميركي، يوم الأحد 18 يونيو/حزيران، إلا أنها ليست ذا شأنٍ كبير بخصوص استهداف الطائرة السورية في الصحراءِ بالقرب من مدينة الرصافة، لكنها ذات شأنٍ كبيرٍ بالفعل فيما يخص تقدُّم الجيش السوري بالقرب من قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب عمودها الفقري المدعومة أميركياً على طول نهرِ الفرات". وقال إنه "خلال الأشهر الأخيرة، تزايدت الشكوك السورية بأن أغلب مقاتلي وحدات حماية الشعب في الشمال، التي كان الكثير منها في تحالفٍ مع حكومة الأسد حتى وقتٍ قريب، قد ارتمت في أحضان الأميركيين". وتحدّث فيسك عن قطع الجيش السوري في دمشق إمدادات الأسلحة والذخائر إلى وحدات حماية الشعب، بعد أن بات معروفاً أنه منحهم 14 ألف بندقية كلاشينكوف منذ العام 2012، وأن غضب النظام اشتعل لدى علمه أن الوحدات الكوردية استقبلت مبعوثاً من دولة الإمارات. وأشار إلى وجود معلومات غير مؤكَّدة تفيد بأن مبعوثاً سعودياً أيضاً زار الكورد. وقال: "هذا بالطبع يأتي بعد الخطاب سيئ الصيت الذي ألقاه دونالد ترمب في الرياض، والذي وَهَبَ فيه الرئيس دعماً أميركياً كاملاً للملكية السعودية في سياساتها المناهضة للسوريين والإيرانيين، ولاحقاً دَعَمَ العزلة المفروضة على قطر بزعامةٍ سعودية". ولفت فيسك إلى أنه "على الأرض، يُجري الآن الجيش السوري أكثر عملياته طموحاً منذ بدء الحرب، مُتقدِّماً حول مدينة السويداء في الجنوب، وفي ريف دمشق، وشرقي مدينة تدمُر. ويتقدَّم بموازاة نهر الفرات في محاولةٍ واضحة من جانبِ الحكومة لتحرير مدينتها المُحاصَرة، دير الزور، والتي يُحاصَر فيها 10 آلاف جندي سوري منذ أكثر من أربعة أعوام". وأضاف: "إذا تمكَّن الجيش السوري من رفع الحصار، سيجد السوريون أمامهم 10 آلاف جندي إضافيين ليشاركوا في عمليات إعادة الاستيلاء على المزيد من الأراضي". وأبرز فيسك مخاوف وشكوك النظام السوري في أن يقوم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) -الذي يوشك على فقدان مدينة الرقة لصالح قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركياً والموصل لصالح القوات العراقية المدعومة أميركياً أيضاً- بمحاولة غزو الموقع العسكري في دير الزور وإعلانه "عاصمة" بديلة لنفسه في سوريا. واعتبر أن الضربة الأميركية، الإثنين 19 يونيو/حزيران، "جاءت في الأغلب بمثابة تحذيرٍ للسوريين أن يبقوا بعيداً عن قوات سوريا الديمقراطية، وهو الكيان الذي يُمثِّل واجهةً لعددٍ كبيرٍ من المقاتلين الكورد وعددٍ أقل من العرب، إذ يظل الطرفان قريبين للغاية من بعضهما في الصحراء. سيستولي الكورد على الرقة، وقد يكون هناك اتفاقٌ بين موسكو وواشنطن على ذلك، بينما ينشغل الجيش السوري بعيداً في استعادة دير الزور". وأشار إلى تغيير الخريطة حرفياً يوماً بعد آخر، "لكن الجيش السوري لا يزال يُحقِّق انتصاراتٍ في مواجهة داعش والميليشيات التابعة لها، بمساعدةٍ من الروس وحزب الله بالطبع، مع عددٍ أقل نسبياً من الإيرانيين".  ورأى أن الولايات المتحدة تبالغ على نحوٍ فادح في حجمِ القوات الإيرانية في سوريا، ربما لأن ذلك يتواءم مع الكابوس السعودي الأميركي بشأن التمدُّد الإيراني. لكن تفوُّق نظام الأسد هو ما يُقلِق الأميركيين، والوحدات الكوردية أيضاً. وتساءل الكاتب البريطاني: "إذاً، من يحارب داعش؟ ومن لا يحارب داعش؟ تزعم روسيا أنها قتلت خليفة الدولة الإسلامية، أبا بكر البغدادي، وتقول إنها تطلق صواريخ كروز على داعش. ويقاتل الجيش السوري، المدعوم من الروس، داعش، وقد رأيت هذا بأم عيني". وقال: "لكن، ما الذي تفعله أميركا بهجومها على القاعدة الجوية الأولى للأسد بالقرب من مدينة حمص، ثم على حلفاء النظام بالقرب من التنف، والآن بالهجوم على طائرةٍ مقاتلةٍ تابعة للأسد؟" وبحسب فيسك، يبدو "أن واشنطن الآن أحرص على ضرب الأسد وداعميه الإيرانيين داخل سوريا، من أن تُدمِّر داعش. ربما جاء كل هذا سيراً على خطى السياسات السعودية، وقد يكون هذا ما تريد إدارة ترامب فعله. ومما يُعد مؤكَّداً بالفعل هو أن الإسرائيليين قد قصفوا كلاً من قوات النظام السوري وحزب الله والإيرانيين، لكن لم يقصفوا داعش قط". واختتم مقاله قائلاً: "يُعد الأمرُ ذا دلالةٍ حين يُعبِّر الغرب عن غضبه إزاء استخدام الغاز السام -وهو يلقي باللائمةِ في ذلك على نظام الأسد بالطبع- بينما تستمر وحشية داعش تجاه المدنيين في أغلب المناطق التي لا تزال تسيطر عليها "الخلافة" في سوريا والعراق. وإذا كان لنا أن نُصدِّق كل ما يقوله الأميركيون الآن، فهم يريدون تدمير داعش، لكنهم مستعدون تماماً أيضاً لمهاجمة القوات الحكومية السورية التي تقاتل داعش. هل تريد واشنطن ببساطة أن تُقسِّم سوريا وتتركها دولةً فاشلة؟ وهل ستنجح في ذلك بعدما هدَّدَت روسيا بمهاجمة الطائرات الأميركية إن عادت مرةً أخرى لضرب طائراتٍ سورية؟".

ليست هناك تعليقات