أخبار الموقع

من ذاكرة التاريخ…وقائع مجزرة كوباني وبرخ باتان

بعد مضي عامين على مجزرة الـ25 من حزيران، ما تزال تتردد إلى الآن  قصص تلك الواقعة المرعبة التي كانت من أكثر الأحداث الدموية التي تعيشها كوباني.

بعد مضي 8 أيام على حلول شهر رمضان عام 2015، وفي فجر يوم الـ25 من حزيران، تسللت مجموعة من مرتزقة داعش من جنوبي مقاطعة كوباني إلى قرية برخ باتان ومنها إلى مدينة كوباني وأقدموا على ارتكاب مجزرة مروعة بحق أبناء القرية والمدينة.

عندما دقت الساعة الرابعة فجراً، بدأت أولى فصول العملية الخبيثة عندما تسللت مجموعة من العربات العسكرية المليئة بالمرتزقة إلى قرية برخ باتان قادمين من قرية “السبت” التي تبعد عن القرية مسافة 7 كم جنوباً.

تتفاوت المعلومات الدقيقة حول أعداد تلك السيارات، لكن بعض الأهالي يقدرون أعداد المجموعة الأولى بثماني سيارات مليئة بالمرتزقة.

تلك السيارات مرت من القرية دون أن تشغل الأضواء حسبما قال أهالي القرية الذين كانوا قد تناولوا السحور حديثاً، إلا أن حركة تلك السيارات وفي ذاك الوقت أثارت ريبة لدى المواطنان مصطفى علي وعبدالرزاق كجل اللذان وبعد مرور السيارات من القرية توجهوا إلى مركز لآسايش روج آفا قريب من القرية ليتحققوا من هوية تلك السيارات، التي توجهت شمالاً بطرق برية.

ولم تمضي 10 دقائق حتى ووصلت 4 سيارات أخرى من النوع ذاته. أول من شاهدهم كان مواطن القرية شهاب لالو الذي سرعان ما وقع هو وابنته ضحية لهجومهم المباغت حتى سقطت زوجته شهيدة بينما أصيب هو وابنته الشابة بجروح.

وبدأت بذلك فصول المجزرة، إلا أن أحكم المرتزقة سيطرتهم على القرية، وما باغت الأهالي كان ظنهم بإن إطلاق الرصاص الكثيف ذاك الفجر هو للاحتفال بتحرير قوات غرفة عمليات بركان الفرات بلدة صرين، وذلك لكثرة الاشاعات المترددة حينها عن تحرير البلدة.

لم تمضي 10 دقائق على بدء الهجوم على قرية برخ باتان في الجنوب، إلا وبدأت الهجمات في كوباني أيضاً.

فعندما اتجه المواطنان من أهالي برخ باتان مصطفى علي وعبدالرزاق كجل إلى مركز الاسايش، سارعت دورية للقوات بملاحقة موكب المرتزقة الأول الذي مر من القرية، لكن دورية الاسايش لم تفلح باللحاق بهم إلا بعد أن دخلوا المدينة، فاصطدمت الدورية بهم عند مدخل شارع 48 أمام مبنى المجلس التنفيذي بمدينة كوباني ليبدأ إطلاق الرصاص حينها.

لكن مخطط المرتزقة كان الانتشار أكثر في المدينة واتخاذ المواقع الاستراتيجية ضمنها قبل البدء بالهجمة، إلا أن وصول دورية الاسايش أحبط مخططهم وبدأت الاشتباكات في حين توزع المرتزقة بشكل سريع ضمن الأحياء الوسطى والشمالية من مدينة كوباني وبدأوا بسفك دماء كل شخص حي يرونه.

الأماكن التي تمركز بها المرتزقة داخل المدينة وأعدادهم!

فور دخول المدينة، توزع المرتزقة وتمركزوا على أسطح المباني العالية وعدد من المناطق الاستراتيجية هي: “القرب من الفرن الآلي ومبنى الإدارة الذاتية الديمقراطية، وعلى طريق حلب جنوب المدينة، وفي محيط محطة محروقات مصطفى درويش على طريق شيران، شرق المدينة، وشمال المدينة في حي الجمارك، وفي وسط المدينة بالقرب من اكسبريس، وسوق الهال القديم، ثانوية البنين (مشفى مشتى النور)، حي حج بكو، غربي الريجي، محيط مدرسة الشهيد (أوصمان دادلي) الابتدائية، شارع 48، قرية ترميك بيجان)”.

وفي خضم الاحداث آن ذاك، أصدرت وحدات حماية الشعب بياناً كشفت فيه عن بعض ملابسات المجزرة بقولها “بتاريخ ٢٥حزيران عام٢٠١٥في ساعات الصباح الباكر دخلت مجموعة من المرتزقة مؤلفة من ٨٠-١٠٠ مرتزق، بهدف ارتكاب مجزرة إبادة بحق المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ في مدينة كوباني”.

وأضافت إن “المجموعة المرتزقة هذه جاءت إلى كوباني من منطقة صرين الواقعة جنوب كوباني عبر طرق فرعية وسرية بالسيارات، وكل مجموع على حدا ومن ثم تجمعوا في منطقة خالية في مقاطعة كوباني. وهناك ارتدت مجموعة المرتزقة زي الجيش الحر ورفعوا أعلام الجيش الحر، وبهذا الشكل اجتازوا حواجز قوات الاسايش ودخلوا مركز مدينة كوباني”.

وأشار البيان إلى أنه “وبحسب بعض المصادر المحلية فإن مجموعات من المرتزقة دخلت كوباني أيضاً عبر الحدود التركية، ورأى شهود بأعينهم المرتزقة وهم يدخلون من الحدود التركية إلى كوباني”.

بعد دخول المرتزقة إلى المدينة، ماذا حل بقرية برخ باتان؟

على الفور وبعدما بدأ إطلاق الرصاص داخل قرية برخ باتان، سرعان ما علم أهالي القرية بالهجمة، وعمد كل منهم إلى حمل سلاحه ودافعوا عن القرية في مواقع محيطة بها كانت قد جُهزت سابقاً لأحداث مماثلة.

حين دخل المرتزقة إلى القرية تمركزت المجموعة في تلتين محيطتين بالقرية شمالها وغربها ومن هناك بدأوا التصدي لهجمات المرتزقة والسعي وراء تحرير القرية.

في هذه الأثناء تصل مجموعة من مقاتلي شمس الشمال وهم من أهالي قرية برخ باتان برفقة قائد المجموعة شيخ الجبل أبو عبدو إلى القرية، وبعد 4 ساعات من القتال بدأت مجموعة المدافعين عن القرية بحملة تمشيط ضد المرتزقة ونشبت اشتباكات بينهم وبين المرتزقة إلى أن تمكنوا من طرد المرتزقة من القرية. قتل العديد من المرتزقة في هذه الاشتباكات بقيت جثث 7 منهم في القرية، كما تم تدمير سيارة كانت تحمل مواد لوجستية، أما البقية فقد تمكنوا من الفرار.

وفي هذا الملف الذي أعدته وكالتنا مسبقاً، توجد تفاصيل دقيقة وقصص مقاومة أبناء القرية أثناء وقوع المجزرة: http://www.hawarnews.com/مجزرة-برخ-باتان/

بعد 3 أيام…القضاء على جميع المرتزقة المتسللين إلى مدينة كوباني

كانت اللحظات الأولى عند دخول مرتزقة داعش إلى مدينة كوباني هي الأصعب، حيث استشهد معظم ضحايا المجزرة فجر يوم الـ25 إلى أن استعادت وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات الاسايش زمام الأمور وبدأت بصد هجمات المرتزقة ومحاصرتهم في أماكن معدودة تمهيداً لتصفيتهم.

بالرغم من أن مرتزقة داعش المتسللين كانوا متحصنين بأحزمة ناسفة إلى جانب تفخيخ السيارات التي جلبوها معهم، وفجروا أثنين منها (إحداها بشارع السوق القديم والأخرى في مدخل معبر مرشد بينار الحدودي مع باكور كردستان)، إلا أن وحدات الحماية وقوات الاسايش أردوا جميع المرتزقة أمواتاً وحرروا المدينة من جديد.


أعداد ضحايا المجزرة

بعد وقوع المجزرة بأيام قليلة، سارع المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديمقراطية بتشكيل لجنة لتوثيق وقائع المجزرة، حيث تولت اللجنة مهام التقصي عن الحقائق والوقائع وكذلك حصيلة المجزرة.

وكشفت اللجنة في الـ21 من شهر تموز عام 2016 أي بعد قرابة شهر من المجزرة عن حصيلتها عبر بيان، وكان قد جاء في البيان عن حصيلة المجزرة “إنه ونتيجة المجزرة التي وقعت استشهد ٢٣3مدنياً ٢3 منهم في قرية برخ باتان و٢١٠في مركز المدنية بالإضافة إلى إصابة ٢٧٣مدنياً بجروح”.

كما وسردت اللجنة جوانب المجزرة القانونية بشكل مفصل إضافة إلى دواعيها من جوانب عدة، حيث يظهر البيان كاملاً عبر الرابط التالي: http://www.hawarnews.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%81%D9%8A%D8%B0%D9%8A-%D9%8A%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%83%D8%B4%D9%81-%D9%81%D9%8A%D9%87-%D9%85%D9%84%D8%A7/



ANHA

ليست هناك تعليقات