ألغام داعش: كتيبة مختصة ومناطق شاسعة تم زرعها للتحصين بعد طرد المزارعين منها
بعد تعرضه للهزائم المتكررة في مناطق شرق حلب وشمال الرقة وشرقها وانحصاره في مواقع باتت تسمى بالضيقة جداً، يحاول تنظيم الدولة الإسلامية جاهداً الحفاظ على ما تبقى من مخلفات ‹دولة الخلافة› المزعومة ومدنها المشتتة والبعيدة عن الحشود البرية المتقدمة باتجاهه، فقد أقدم تنظيم ‹داعش› على زرع عشرات الآلاف من الألغام الأرضية والمفخخات المحلية الصنع في الصحراء وخاصة المناطق الفاصلة بينه بين قوات سورية الديمقراطية والمدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
– تخصصات
لهذه المفخخات والألغام خصص التنظيم كتيبة خاصة تسمى بكتيبة الهندسة، حيث أغلب عناصرها مختصون وذوي خبرات في صناعة المفخخات والألغام الأرضية بجميع أشكالها وأنواعها.
كما انهم يمتلكون ورشات خاصة مقسمة إلى مراحل متعددة تبدأ من صناعة المادة المتفجرة C4 وورشة الصواعق وورشة صناعة العبوات الخاصة والورشة الإلكترونية لصناعة المؤقتات الزمنية وأجهزة الليزر و الأفخاخ الكهربائية ومجموعة الحفر وصولاً إلى ورشة التركيب وهي أيضاً تقسم الى قسمين، أحدها تتبع للكتيبة الإنغماسية و هي غالباً ما تكون مرافقة معهم في بعض المهمات، والأخرى تقوم بتركيب المفخخات حسب الطلب.
كما أبتكر التنظيم أشكال كثيرة من ألغامه ومفخخات حيث تم تسميتها كل حسب عملها مثل ‹المسطرة، الحجرة، الطنجرة، النيونة الكهربائية، الليزرية، الدواسة والمسبحة المعقدة›.
– خريطة الألغام
مصادر مطلعة أكدت أن المناطق التي تم زراعتها بالمفخخات والألغام محصورة بريف الرقة الجنوبي والشمالي وريف دير الزور الشرقي وصحرائها الممتدة حتى حدود دولة العراق المجاورة على امتداد 135 كيلو متر، بدءاً من نهر الفرات شرق الرقة انتهاءً إلى حدود مدينة البوكمال ومن ثم مناطق جنوب البوكمال ومحيطها والميادين وصولاً إلى محطة الـ T2 جنوبا، وفي غرب دير الزور فقد أنهى التنظيم من زرع أكثر من 40 كيلو متر تقريباً، هذا غير عمليات الحماية التي تشمل المحطات النفطية والغازية.
عند النظر إلى خريطة انتشار هذه الألغام وتوزعها، نجد أن جميع الطرق المؤدية إلى مداخل ومخارج المدن الواقعة تحت سيطرته لا تزال تعمل بشكل نظامي وسالكة بسهولة ولم نسمع عن أي حادثة حول انفجار ألغام على الطرقات العامة على عكس ما يتم نشره عن حوادث القتل اليومية التي يتعرض لها المدنيين الفارين عبر الصحراء ، كما أن المصادر ذاتها تؤكد أن أصوات انفجارات تلك الألغام تسمع في كل ليلة، فهي أما نتيجة مرور قوافل مدنية أو جراء انفجارها في الحيوانات الضارية التي تخرج ليلاً لغرض الصيد، ولكن في النهاية فأن المدنيين هم أكثر المتضررين من هذه العملية .
إذ تشير المصادر إلى أن التنظيم أقدم مؤخراً على طرد عدد من المزارعين من أراضيهم الواقعة غرب الفرات جنوب الرقة، ومناطق البادية شرق دير الزور ورفض السماح لهم سقاية محاصيلهم، وتم كدسها بعشرات الألغام، ليمنع استخدام تلك الأراضي كمعابر لتهريب العائلات الهاربين من ‹بطشه›.
– حوادث
في يوم الجمعة بتاريخ السابع من شهر نيسان/أبريل الحالي، سقط أربعة أطفال وسيدة وجرح ثلاثة رجال بانفجار لغمين أرضيين أثناء محاولتهم الخروج من مناطق ‹داعش›، شمال دير الزور، حين كانت تلك العائلة متجهة إلى مدينة الشدادي جنوب الحسكة، وعند محاولة بعض المواطنين انقاذ الجرحى والمصابين، انفجر فيه ملغم آخر ما زاد من عدد الإصابات أكثر.
– أهداف
قد يبدو أن زراعة التنظيم للألغام الأرضية يعود لأهداف عسكرية دفاعية ضد أعدائهم حسب زعمهم، إلا أن الهدف الأساسي منها منع المدنيين من الهرب خارج مناطق سيطرته.
وكان لفضح تلك المعابر الدور الأكبر في رواج تجارة تهريب المدنيين من قبل عناصر وقيادات في التنظيم كانوا يتقاضون مبالغ طائلة مقابل السماح للعائلات بالهرب عبر تلك المعابر.
ليست هناك تعليقات