أخبار الموقع

تحرير مدينة الرقة ضرورة كردية ؟؟؟


كي لا يتكرر الخطيئة التي إرتكبتها قيادة حزب الإتحاد “الديمقراطي” وقوات الحماية الشعبية (ي ب ك)، عندما ترددوا في فتح معركة تحرير مدينة جرابلس، من يد تنظيم داعش الإرهابي، مباشرة بعد تحرير مدينة كوباني. ورأينا كيف كانت نتيجة ذاك التلكؤ وخطورته على مستقبل الكرد ووحدتهم الترابية. لقد دفع الكرد ثمنآ باهظآ لتلك الخطيئة الكبرى، وليس من السهل تلافي أثارها في المدى المنظور.
ولكي لا نكرر نفس الخطيئة ونندم مستقبلآ، على الكرد أن يسرعوا في فتح معركة مدينة تحرير الرقة، وذلك لعدة أسباب، سنأتي عليها بالتوالي. وقد يقول قائل إن وضع مدينة جرابلس يختلف عن مدينة الرقة، كون هذه الأخيرة مدينة عربية. سوف أتناول هذا النقطة أيضآ في معرض مقالتي هذه.
ولنعود الأن إلى عنوان المقال، ألا وهو تحرير مدينة الرقة كضرورة كردية، ووجوب التسريع في بدء المعركة في أقرب وقت ممكن، وذلك للأسباب التالية:
السبب الأول:
قطع الطريق على تركيا المعادية للكرد، بهدف عدم إعطائها أي إمكانية للمشاركة في هذه المعركة بأية صيغة كانت. وكلنا يعلم كم سعت وتسعى حكومة أنقرة الإجرامية، لإبعاد الكرد عن هذه المعركة، والحلول محلهم، ولتحقيق هذا الهدف الخبيث، عملت المستحيل لإقناع الإدارة الأمريكية بخطتها، وعرضت على امريكا إمور وأشياء كثيرة كرشوة، ولكنها فشلت فيها حتى الأن. وهدف زيارة الطاغية اردوغان إلى واشنطن الإسبوع القادم، هو بالأساس لثني الإدارة عن الإستعانة بالكرد في تحرير المدينة، وإشراك الأتراك بدلآ عنهم. وقناعتي الشخصي، لن يفلح السلطان في مسعاه، لأسباب تتعلق بأمريكا ورؤيتها للدور التركي السلبي في سوريا، وعدم ثقتها بالأتراك، بسبب معرفتها بالعلاقة الخاصة، التي تجمع بين المنظمات الإرهابية المختلفة، وحكومة اردوغان الإخوانية.
وكما تعلمون، في السياسة لا يوجد مستحيل، وكل شيئ ممكن أن يتغير بين يومٍ وأخر، ورأينا كيف غيرت روسيا بوتين موقفها مِن أردوغان وجرائمه، وسمحت له بإحتلال جرابلس بعد تنازل اردوغان عن مدينة حلب للنظام السوري حليف روسيا، الذي كان يقول عنه سوف اردوغان يسقطه. ومن هنا يجب تسريع معركة تحرير مدينة الرقة، قبل حدوث أي تغيرات في المواقف الدولية، لا تنسجم مع المصالح الكردية وتطلعاتهم القومية.
السبب الثاني:
هو إبعاد خطر تنظيم داعش الإرهابي، عن حدود منطقة الجزيرة في المقام الأول، ومحاولة كسر شوكته ثانيآ، والقضاء عليه إن أمكن. لأن وجود هذا التنظيم المتوحش على حدود المناطق الكردية، يشكل تهديدآ وجوديآ وداهمآ على الكرد، وليس غريبآ أن يعيد ما فعله في كوباني وشنكال، إن سنحت له الظروف. وإن وبقاء هذا التنظيم المجرم في الرقة، يمنح أعداء الكرد وخاصة الأتراك، الفرصة في خلق القلاقل لهم، وتركهم يعيشون حالة عدم إستقرار، وإشغالهم بالهاجس الأمني طوال الوقت، بهدف منعهم من التفرغ لبناء إقليمهم وتحسين معيشتهم، وبالتالي عرقلة تطور كيانهم الفدرالي، الذي تبنته الإدارة الكردية قبل أكثر من عام، كحل للمعضلة السورية والقضية الكردية في هذا البلد. والهدف الثاني للأتراك من إبقاء داعش في الرقة، هو محاصرة الكرد وخنقهم إقتصاديآ، بعدما فشلت في القضاء عليهم عسكريآ.
السبب الثالث:
إن تحرير مدينة الرقة، وسيطرة قوات سوريا الديمقراطية عليها، يمنح الكرد وحلفائهم من عرب المنطقة وسريانها وشركسها، قوة بشرية وإقتصادية قوية، كون الرقة مدينة كبيرة، وتضم المحافظة على أراضي زراعية خصبة وأبار نفط مهمة. إضافة إلى أنها سيمنحهم دائرة نفوذ واسعة جغرافيآ وعسكريآ وسياسيآ، ويجعل منهم القوة الثانية على الساحة السورية بلا منازع، ولا أحد يستطيع تجاوزهم حينها، وخاصة بعد سيطرتهم على مدينة الطبقة، التي تنتج أكثر من ثمانين بالمئة من الطاقة الكهربائية في سوريا. ويفك الحصار عن منطقة الجزيرة، ويفتح مجال التعاون والتواصل مع العراق أمامها، بعيدآ عن نفوذ البرزاني رجل الباب العالي.
السبب الرابع:
إن تحرير الرقة وضمها إلى إقليم روز-أفا، يقوي موقع الكرد في مواجهة كل من النظام السوري القاتل، والتيارات الإسلامية المتطرفة المتحالفة مع تركيا ودويلة قطر،وحلفائهم من القومجيين العرب الشوفنيين المعادين للشعب الكردي، والرافضين لسوريا مدنية – فدرالية. وفي أي مفاوضات قادمة، سواءً مع النظام أو المعارضة، سيتفاوض الكرد من موقع قو وليس ضعف، وسيكون بيدهم ورقة مهمة ورابحة جدآ.
السبب الخامس:
ومع بدء تحرير الرقة على يد قوات سوريا الديمقراطية، ستتغير الكثير من الإمور على صعيد الأزمة السورية، والقضية الكردية من ضمنها لا شك. أولآ، نظرة القوى الإقليمية والدولية ستتغير حول دور الكرد وموقعهم في الساحة السورية. وثانيآ، لن تعود للمفاوضات الحالية الجارية، بين النظام والقوى الظلامية أي معنى. لأن عند تحرير الرقة سيصبح حوالي أربعين بالمئة من مساحة سوريا بيد الكرد وحلفائهم. فكيف يمكن أن يتفاوض النظام مع طرف لا يملك شيئ على الأرض، سوى الفتات ؟ وبرأي أي مفاوضات مستقبلية، لا تتناول القضية الكردية في سوريا، كبند رئيسي، لن يكتب لها النجاح.
السبب الخامس:
إن تحرير مدينة الرقة، سيمنح الكرد المرونة العسكرية، بالتحرك بإتجاه مناطق إخرى كمدينة إدلب وريفها، لدفع الخطر الإرهابي القاعدي عن مقاطعة عفرين، وتحرير الباب من يد القوى الظلامية الشريرة، المدعومة من القاتل اردوغان، حاكم تركيا المطلق.
لهذه الأسباب وغيرها، على الكرد الإسراع في تحرير مدينة الرقة وريفها، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، وقطع الطريق على أردوغان وبشار الأسد، بالوصول إلى خاصرة الجزيرة الكردية، بهدف إفشال المشروع الكردي الفدرالي، وحرمان الكرد من تحقيق حقوقهم القومية المشروعة. وكلي أمل أن لا ترتكب القيادة الكردية نفس الخطيئة، التي إرتكبها في جرابلس والباب.

كاتب المقال الصديق :بيار روباري ؟؟؟

كي لا يتكرر الخطيئة التي إرتكبتها قيادة حزب الإتحاد “الديمقراطي” وقوات الحماية الشعبية (ي ب ك)، عندما ترددوا في فتح معركة تحرير مدينة جرابلس، من يد تنظيم داعش الإرهابي، مباشرة بعد تحرير مدينة كوباني. ورأينا كيف كانت نتيجة ذاك التلكؤ وخطورته على مستقبل الكرد ووحدتهم الترابية. لقد دفع الكرد ثمنآ باهظآ لتلك الخطيئة الكبرى، وليس من السهل تلافي أثارها في المدى المنظور.
ولكي لا نكرر نفس الخطيئة ونندم مستقبلآ، على الكرد أن يسرعوا في فتح معركة مدينة تحرير الرقة، وذلك لعدة أسباب، سنأتي عليها بالتوالي. وقد يقول قائل إن وضع مدينة جرابلس يختلف عن مدينة الرقة، كون هذه الأخيرة مدينة عربية. سوف أتناول هذا النقطة أيضآ في معرض مقالتي هذه.
ولنعود الأن إلى عنوان المقال، ألا وهو تحرير مدينة الرقة كضرورة كردية، ووجوب التسريع في بدء المعركة في أقرب وقت ممكن، وذلك للأسباب التالية:
السبب الأول:
قطع الطريق على تركيا المعادية للكرد، بهدف عدم إعطائها أي إمكانية للمشاركة في هذه المعركة بأية صيغة كانت. وكلنا يعلم كم سعت وتسعى حكومة أنقرة الإجرامية، لإبعاد الكرد عن هذه المعركة، والحلول محلهم، ولتحقيق هذا الهدف الخبيث، عملت المستحيل لإقناع الإدارة الأمريكية بخطتها، وعرضت على امريكا إمور وأشياء كثيرة كرشوة، ولكنها فشلت فيها حتى الأن. وهدف زيارة الطاغية اردوغان إلى واشنطن الإسبوع القادم، هو بالأساس لثني الإدارة عن الإستعانة بالكرد في تحرير المدينة، وإشراك الأتراك بدلآ عنهم. وقناعتي الشخصي، لن يفلح السلطان في مسعاه، لأسباب تتعلق بأمريكا ورؤيتها للدور التركي السلبي في سوريا، وعدم ثقتها بالأتراك، بسبب معرفتها بالعلاقة الخاصة، التي تجمع بين المنظمات الإرهابية المختلفة، وحكومة اردوغان الإخوانية.
وكما تعلمون، في السياسة لا يوجد مستحيل، وكل شيئ ممكن أن يتغير بين يومٍ وأخر، ورأينا كيف غيرت روسيا بوتين موقفها مِن أردوغان وجرائمه، وسمحت له بإحتلال جرابلس بعد تنازل اردوغان عن مدينة حلب للنظام السوري حليف روسيا، الذي كان يقول عنه سوف اردوغان يسقطه. ومن هنا يجب تسريع معركة تحرير مدينة الرقة، قبل حدوث أي تغيرات في المواقف الدولية، لا تنسجم مع المصالح الكردية وتطلعاتهم القومية.
السبب الثاني:
هو إبعاد خطر تنظيم داعش الإرهابي، عن حدود منطقة الجزيرة في المقام الأول، ومحاولة كسر شوكته ثانيآ، والقضاء عليه إن أمكن. لأن وجود هذا التنظيم المتوحش على حدود المناطق الكردية، يشكل تهديدآ وجوديآ وداهمآ على الكرد، وليس غريبآ أن يعيد ما فعله في كوباني وشنكال، إن سنحت له الظروف. وإن وبقاء هذا التنظيم المجرم في الرقة، يمنح أعداء الكرد وخاصة الأتراك، الفرصة في خلق القلاقل لهم، وتركهم يعيشون حالة عدم إستقرار، وإشغالهم بالهاجس الأمني طوال الوقت، بهدف منعهم من التفرغ لبناء إقليمهم وتحسين معيشتهم، وبالتالي عرقلة تطور كيانهم الفدرالي، الذي تبنته الإدارة الكردية قبل أكثر من عام، كحل للمعضلة السورية والقضية الكردية في هذا البلد. والهدف الثاني للأتراك من إبقاء داعش في الرقة، هو محاصرة الكرد وخنقهم إقتصاديآ، بعدما فشلت في القضاء عليهم عسكريآ.
السبب الثالث:
إن تحرير مدينة الرقة، وسيطرة قوات سوريا الديمقراطية عليها، يمنح الكرد وحلفائهم من عرب المنطقة وسريانها وشركسها، قوة بشرية وإقتصادية قوية، كون الرقة مدينة كبيرة، وتضم المحافظة على أراضي زراعية خصبة وأبار نفط مهمة. إضافة إلى أنها سيمنحهم دائرة نفوذ واسعة جغرافيآ وعسكريآ وسياسيآ، ويجعل منهم القوة الثانية على الساحة السورية بلا منازع، ولا أحد يستطيع تجاوزهم حينها، وخاصة بعد سيطرتهم على مدينة الطبقة، التي تنتج أكثر من ثمانين بالمئة من الطاقة الكهربائية في سوريا. ويفك الحصار عن منطقة الجزيرة، ويفتح مجال التعاون والتواصل مع العراق أمامها، بعيدآ عن نفوذ البرزاني رجل الباب العالي.
السبب الرابع:
إن تحرير الرقة وضمها إلى إقليم روز-أفا، يقوي موقع الكرد في مواجهة كل من النظام السوري القاتل، والتيارات الإسلامية المتطرفة المتحالفة مع تركيا ودويلة قطر،وحلفائهم من القومجيين العرب الشوفنيين المعادين للشعب الكردي، والرافضين لسوريا مدنية – فدرالية. وفي أي مفاوضات قادمة، سواءً مع النظام أو المعارضة، سيتفاوض الكرد من موقع قو وليس ضعف، وسيكون بيدهم ورقة مهمة ورابحة جدآ.
السبب الخامس:
ومع بدء تحرير الرقة على يد قوات سوريا الديمقراطية، ستتغير الكثير من الإمور على صعيد الأزمة السورية، والقضية الكردية من ضمنها لا شك. أولآ، نظرة القوى الإقليمية والدولية ستتغير حول دور الكرد وموقعهم في الساحة السورية. وثانيآ، لن تعود للمفاوضات الحالية الجارية، بين النظام والقوى الظلامية أي معنى. لأن عند تحرير الرقة سيصبح حوالي أربعين بالمئة من مساحة سوريا بيد الكرد وحلفائهم. فكيف يمكن أن يتفاوض النظام مع طرف لا يملك شيئ على الأرض، سوى الفتات ؟ وبرأي أي مفاوضات مستقبلية، لا تتناول القضية الكردية في سوريا، كبند رئيسي، لن يكتب لها النجاح.
السبب الخامس:
إن تحرير مدينة الرقة، سيمنح الكرد المرونة العسكرية، بالتحرك بإتجاه مناطق إخرى كمدينة إدلب وريفها، لدفع الخطر الإرهابي القاعدي عن مقاطعة عفرين، وتحرير الباب من يد القوى الظلامية الشريرة، المدعومة من القاتل اردوغان، حاكم تركيا المطلق.
لهذه الأسباب وغيرها، على الكرد الإسراع في تحرير مدينة الرقة وريفها، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، وقطع الطريق على أردوغان وبشار الأسد، بالوصول إلى خاصرة الجزيرة الكردية، بهدف إفشال المشروع الكردي الفدرالي، وحرمان الكرد من تحقيق حقوقهم القومية المشروعة. وكلي أمل أن لا ترتكب القيادة الكردية نفس الخطيئة، التي إرتكبها في جرابلس والباب.

كاتب المقال الصديق :بيار روباري

ليست هناك تعليقات