الكرد ينتظرون رد فعل من موسكو على العملية التركية الجديدة
نشر إيغور سوبوتين مقالا في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" عن احتمال قيام تركيا بعملية عسكرية جديدة في شمال سوريا؛ مشيرا إلى أن سكان عفرين بدأوا يتحصنون ضد الخطر التركي.
كتب سوبوتين:
تأمل القوى الكردية أن تتفاعل روسيا مع الحملة التركية الجديدة الهادفة إلى الاستيلاء على مدينة عفرين في شمال سوريا. فقد قال ممثل حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي في موسكو عبد السلام علي للصحيفة إن "الأكراد سيقاومون، وبدأوا يتحصنون. بيد أن هناك سؤال يطرح نفسه، وهو: كيف تنظر الدول العظمى مثل روسيا والولايات المتحدة إلى تصرفات تركيا؟".
هذا، ولقد أكملت تركيا التحضيرات اللازمة لغزو شمال سوريا. فوفق صحيفة "يني شفق"، تخطط القوات التركية بالتعاون مع مسلحي "جيش سوريا الحر" للتقدم نحو مدينة تل رفعت ومطار منَّغ العسكري، اللذين تسيطر عليهما الوحدات الكردية. وتشير الصحيفة إلى أن من المنتظر "نشوب معارك ضارية خلال الأسبوعين المقبلين للاستيلاء على هذين الهدفين الاستراتيجيين في المنطقة". فقد رُصدت حالات إطلاق النار بين القوات التركية والأكراد في المنطقة، ذلك على الرغم من أن الصحف تشير إلى أن هدف أنقرة هو عزل عفرين وليس الاستيلاء عليها.
أما الكرد، فيرون في هذا التطور للأحداث محاولة للاستيلاء على كامل الجيب الواقع ضمن منطقة الحكم الذاتي "روج آفا".
يقول عضو المجلس الوطني لكردستان فرهاد باتييف، في حديث إلى الصحيفة: "يبدو أن تركيا تخطط للسيطرة على عفرين، وعلى الرغم من صداها المدوي، فإن ذلك لا يقلق أردوغان". وبحسب قوله، تريد أنقرة من هذه العملية إحباط عملية تحرير الرقة، التي تشارك فيها التشكيلات الكردية. ويضيف أن سكان عفرين يستعدون لأسوأ الاحتمالات.
وأكد المتحدث أن أكراد سوريا ينتظرون من روسيا مساعدة فعلية. وقال: "يأمل الأكراد أن تساعد روسيا في تحقيق مشروع فدرلة سوريا، عبر إيجاد لغة مشتركة مع الولايات المتحدة بهذا الشأن". ولكن من أجل ذلك يجب الدفاع عن روج آفا، والقضاء على "داعش" والمجموعات الإرهابية الأخرى التي تقاتل في سوريا.
من جانبهم، يشير خبراء في روسيا إلى أن إضعاف الكرد مفيد لأنقرة ولدمشق.
يقول رئيس قسم دراسة النزاعات الشرق أوسطية في معهد التنمية المبتكرة أنطون مارداسوف إن "هناك قوة كافية للصمود، ومحاولات تركيا السابقة اعتمادا على المعارضة السورية للسيطرة على تل رفعت باءت بالفشل. والسؤال الآن هو عن القوات التي ستقوم بالعملية. فإذا كانت قوات تركية فإن ذلك سيعقد وضع المدافعين عن المدينة". وأضاف مارداسوف أن "تركيا سيطرت على الطرق في المنطقة قبل حين. وعلاوة على ذلك، فإن الشيء نفسه تقوم به القوات الحكومية السورية تقريبا. أي قد تبدأ القوات الحكومية الهجوم بهدف الاستيلاء على جزء من الأراضي في عفرين".
ويشير مارداسوف إلى أن التشكيلات الكردية في عفرين هي ضمن "قوات سوريا الديمقراطية" التي تهاجم الرقة، وهذا يعني أن "الهجوم على عفرين قد يثير رد فعل قويا من جانب الكرد، وقد يتوقفون عن مهاجمة الرقة والطلب من الأمريكيين عمل شيء ما. وبالطبع لا يُعرف ما إذا كانت عفرين تحت رحمة واشنطن، حيث كانت هناك أنباء تفيد بأنها ضمن منطقة نفوذ روسيا. ولكن سيكون على واشنطن التفاعل في جميع الأحوال ".
من جانبه، يقول الباحث في المعهد الملكي الموحد للدراسات الدفاعية (RUSI) مايكل ستيفنز: "أنا لا افهم كيف يستطيع الأتراك مهاجمة عفرين من دون أن يجروا روسيا إلى النزاع. لذلك
سيكون تركيز القوات حول تل رفعت والبلدات المحيطة بمدينة أعزاز أكثر عقلانية. وأعتقد أن إطار العملية سيكون محددا، لأنه ليس من السهل مهاجمة عفرين بسبب تضاريس المنطقة".
ترجمة وإعداد: كامل توما
ليست هناك تعليقات