أخبار الموقع

هدية يوسف: قادرون على صد اي عدوان بري تركي

شهدت الايام القليلة الماضية، تطورات على الصعيدين السياسي والعسكري في غربي كوردستان، فقد زار وفد سياسي كوردي العاصمة اليابانية طوكيو، فيما توصلت الدول الضامنة في سوريا (روسيا، تركيا، ايران) الى اتفاق على تحديد اربعة مناطق لتخفيف التصعيد، ويأتي ذلك في وقت من المقرر ان يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العاصمة الامريكية واشنطن هذا الشهر، حيث سيكون الكورد والدعم الأمريكي لهم على رأس أجندة الزيارة المرتقبة لأردوغان. 

أما عسكريا، فإن قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات الحماية الكوردية، العمود الفقري لها، تواصل تقدمها في عملية غضب الفرات لتحرير مدينة الرقة من قبضة التنظيم، فيما لا تزال المخاوف قائمة من غارات جوية تركية، أخرى على غربي كوردستان، بل وحتى تنفيذ أنقرة لعملية عسكرية برية. 

وسط جميع هذه التطورات والمستجدات، التقت دواڕۆژ، بالرئيسة المشتركة للفيدرالية الديمقراطية في شمال سوريا، هدية يوسف، والتي سلطت الضوء على زيارة الوفد الكوردي الى اليابان، وهي كانت احد أعضاء الوفد، كما وتطرقت الى آخر التطورات السياسية والعسكرية في غربي كوردستان. 

وأكدت يوسف ان زيارة الوفد الكوردي الى طوكيو، كانت لفتح آفاق الصداقة بين اليابان والكورد، مشيرة الى ان جمعية الصداقة بين اليابان والكورد، وجهت الدعوة للوفد الكوردي من روزآفا، ووفود أخرى من باقي اجزاء كوردستان، حيث عقد مؤتمر ناقش الأوضاع التاريخية للكورد، فضلا عن الاوضاع السياسية والعسكرية في الوقت الراهن. 

واشارت يوسف، الى ان وفد غربي كوردستان، استعرض الاوضاع التاريخية والسياسية التي عاشها الشعب الكوردي في هذا الجزء، وحرمانه من حقوقه، واستعراض التطورات الحاصلة من ثورة روزآفا، وتجربة الادارة الذاتية، وتشكيل قوات سوريا الديمقراطية، والنظام الفيدرالي الذي تم الاعلان عنه في الفترة الأخيرة.

الضغط على تركيا، من خلال الامم المتحدة، وتقديم المساندة للمشروع السياسي في غربي كوردستان، كانت أبرز محاور حوار الوفد مع الحكومة اليابانية، كما قالت يوسف، حيث اكدت لقاء الوفد بمسؤول الشرق الأوسط في وزارة الخارجية اليابانية، وعدد من أعضاء البرلمان الياباني، مشيرة الى انهم طلبوا من اليابان، الضغط على تركيا من خلال الامم المتحدة، فيما يتعلق بممارساتها وانتهاكاتها ضد غربي كوردستان، وتقديم الدعم الانساني، حيث يستقبل غربي كوردستان آلاف النازحين من مناطق الصراع في سوريا.

وتابعت يوسف، انهم طلبوا من اليابان مساندة طلب فيدرالية شمال سوريا، باعلان الحظر الجوي على غربي كوردستان وشمال سوريا، باعتبارها مناطق امنة واصبحت ملاذا آمنا للاجئين السوريين، مشيرة الى انهم لم يبحثوا مع الحكومة اليابانية افتتاح ممثلية لفيدرالية شمال سوريا، في طوكيو، لافتا الى ان الزيارة هي اول زيارة، وقد يتم تقديم طلب بذلك في زيارات أخرى.

وعن طبيعة العلاقات بين الكورد والولايات المتحدة وروسيا، وصفت يوسف، هذه العلاقات بالمرحلية، مشيرة الى انه وفي ظل الأوضاع الراهنة لا وجود لأي علاقة استراتيجية، بين اي طرف وطرف، مضيفة بأنهم يمرون بمرحلة الحرب العالمية الثالثة في سوريا، وجميع القوى الدولية والاقليمية موجودة في سوريا، وهي في حالة صراع سياسي وحرب بالوكالة، مشددة على ان كل الاطراف سواء امريكا وروسيا، ايران تركيا السعودية قطر، ودول التحالف الدولي كلها موجودة على الساحة وجميع هذه القوى في علاقات مرحلية مع بعض، ولا علاقات استراتيجية لان هناك غموضا في مستقبل الشرق الاوسط بشكل عام وسوريا بشكل خاص، معربة عن اعتقادها بعدم وجود علاقة استراتيجية بين أي قوتين في سوريا. 

وشددت يوسف على ان الكورد اليوم، باتوا يشكلون حجر الزاوية في جميع التطورات السياسية او الاقتصادية في المنطقة مستقبلا، لافتة الى ان الكورد قوة واقعية، خاصة انهم يملكون مشروع حل للازمة السورية، وهم اصحاب فلسفة وذهنية جديدة في المنطقة، وهذه القوة التي اثبتت نفسها على ارض الواقع بطبيعة الحال سوف يكون الكورد نقطة محور لأي سياسات قادمة في المستقبل، لافتة الى ان الساحة السورية تشهد صراعا دوليا، والكل يبحث عن مصالحه، سواء كان واشنطن او موسكو او غيرهما.

وردا على سؤال، ان هناك تقارير تتحدث عن مشروع أمريكي روسي، في المستقبل، بمد خطوط أنابيب للنفط والغاز الكوردي، من اقليم كوردستان وغرب كوردستان، الى الساحل السوري على البحر الأبيض المتوسط، قالت يوسف، ان لا علم لديهم بهكذا مشروع اقتصادي، ولم يتم مناقشته بينهم وبين الامريكيين أو الروس، لكنها استدركت قائلة ان الوجود التركي يشكل نقطة خطر لجميع القوى الدولية الأخرى. 

ونفت الرئيسة المشتركة لفيدرالية شمال سوريا، التصريحات التي نسبتها صحيفة الغارديان البريطانية، اليها، والتي تحدث عن طلب كوردي من واشنطن، زيادة الدعم للوصول الى الساحل السوري على البحر الابيض المتوسط، مقابل تحرير الرقة، وقالت يوسف "نعم كان هناك لقاء مع الغارديان بوست، لكن لم ندل بأي آراء بهذا الخصوص، بأننا طلبنا من امريكا، دعمنا للوصول الى البحر المتوسط لفتح قنوات تجارية، متسائلا، لا اعرف المبدأ الذي استندت اليه الصحيفة لنشر هكذا خبر، مضيفة ان الكورد في سوريا، يطالبون بأن يكون لهم وجود في الحل السياسي في سوريا والمنطقة، مشددة على انه لا هدف لهم في الوصول الى البحر، ولم يعقدوا اي صفقات مع ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهذا الخصوص.

وحذرت يوسف، من الاتفاق الذي أبرم في العاصمة الكازاخستانية آستانا، يوم الثلاثاء الماضي، بين الدول الضامنة، بشأن إنشاء مناطق لتخفيف حدة التصعيد في سوريا، معتبرة أن هذا الاتفاق يشكل خطورة على مناطق فيدرالية شمال سوريا، لافتة الى ان مشاركة تركيا في الاتفاق يؤشر على ذلك، وان تركيا تسعى لتشريع احتلالها للأراضي السورية.

وترى يوسف ان الاتفاق لن يحقق اي نجاح في خفض التوتر، بل سيسهم في نشر النفوذ التركي في مناطق اخرى من سوريا، ويثبت ان تركيا هي الحاضنة لهذه المجموعات الارهابية، التي تقوم بزعزعة الاستقرار في سوريا وتقتل المدنيين كل يوم في هذا المناطق، مؤكدة ان مثل هذه الاتفاقات تشكل خطورة على الكورد وباقي المكونات في سوريا، لانها لا تبحث عن الحل في سوريا.

عملية تحرير الرقة، واحدة من المسائل التي تثير حفيظة الحكومة التركية، فهي ترفض المشاركة في العملية في حال شاركت الوحدات الكوردية فيها، وتنتقد الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية، الا ان ذلك وحسب ما ذكرته مجلة فورين بوليسي، ستحسمه الادارة الأمريكية خلال الزيارة المرتقبة لأردوغان الى تركيا، حيث أشارت المجلة الامريكية الى ان ترامب سيبلغ اردوغان بأن الجيش الأمريكي سيخوض معركة تحرير الرقة مع قوات سوريا الديمقراطية، وفي هذا الصدد، اكدت يوسف ان اتفاقهم مع التحالف الدولي هو ان الأتراك لن يشاركوا في معركة تحرير المدينة من تنظيم داعش، لافتا الى ان تركيا لها مطامع في سوريا ولا تريد الاستقرار لسوريا والمنطقة، بل وتدعم الجماعات الارهابية التي دخلت سوريا. 

وعن احتمالات شن تركيا هجمات اخرى على غربي كوردستان، ترى يوسف ان هذا الامر وارد، حيث ان تركيا تشكل تهديدا لجميع شعوب المنطقة وليس الكورد فحسب، مشيرة الى ان في غربي كوردستان، توجد قوات سوريا الديمقراطية التي اثبتت وجودها وقوتها، وهي على استعداد لصد اي هجمات تركية، مؤكدة الثقة في هذه القوات وقدرتها على صد اي عدوان بري تركي.

وأكدت يوسف ان مشروع الفيدرالية الديمقراطية، ليس بمشروع كوردي، انما هو مشروع لجميع شعوب سوريا، لافتا الى ان المبادرة كانت من الشعب الكوردي، وهو الذي طرح المشروع، لكن المشروع ملك لجميع مكونات سوريا، والعرب وجميع شعوب المنطقة باتت تثق فيه، مشيرة الى ان المخاوف العربية تبددت بعد تحرير عدة بلدات يسكن فيها العرب، حيث اقتنعوا ان الكورد لن يقوموا بارتكاب المجازر ضدهم، بل انهم يحررون المناطق من تنظيم داعش. 

وأعربت يوسف عن أملها في ان تنتهي الخلافات الكوردية الكوردية، مشيرة الى ان هذه الخلافات  تؤثر على تطوير الوحدة الاجتماعية بين الشعب الكوردي، وتضر بمصلحة الشعب الكوردي،  مضيفة، أمل ان تنتهي هذه الخلافات وان يتم توحيد الصف الكوردي، وخاصة ان الوجود الكوردي في المنطقة بشكل عام، هم قوى طليعية لجميع الشعوب في المنطقة، مؤكدة ان مستقبل الكورد مبهر، خاصة بعد ان اصبح لهم دور اساسي في المنطقة سواء في ريادة مشروع ديمقراطي بدأ من شمال كوردستان وروزآفا، او من جهة محاربة اكبر تنظيم ارهابي وهو تنظيم داعش، ومحاربة الكورد للتنظيم هو لحماية جميع الانسانية، والكورد في خندق مهم بالنسبة للشرق الاوسط والعالم. 

ورفضت يوسف تسمية الخلافات الكوردية بالخلاف السياسي، منتقدا الحزب الديمقراطي الكوردستاني، حيث دعت الحزب الى التراجع عما اسمته بالذهنية الرجعية، وعدم السير خلف السياسات والمؤامرات التركية، حسب تعبيرها، مشددة على ان تركيا لديها مطامع وتعمل على استخدام الكورد لتحقيق ذلك.

ليست هناك تعليقات