باحث و متطور بريطاني ينضم الى ثورة روج افا
مجلة وايرد الامريكية للتكنولوجيا: احد اهم مطوري عملة البتكوين الالكترونية في العالم سافر الى روج افا لاستخدام مهاراته التكنولوجيا في مساعدة الادارة الذاتية هناك و ساهم في بناء مصنع لانتاج الاسمدة و شارك في ابحاث الطاقة الشمسية.
أمير تقي، 29 عاما، ايراني الاصل بريطاني الجنسية، المطور الرائد للعملة الالكترونية بيتكوين، ادرج اسمه من قبل موقع فوربس العالمي لرجال الاعمال كواحد من الشباب الأكثر تاثيرا في مجال التكنولوجيا على مستوى العالم. في شباط / فبراير 2015، سافر امير من مدريد إلى مدينة السليمانية في شمال العراق، حيث احتجزته الشرطة الكردية لمدة يوم و قامت بتفتيش عدد قليل من ممتلكاته، وعندما وجدوا أنه لم يكن عضوا في داعش وكان يسعى بدلا من ذلك للانضمام إلى حركة روجافا، وضعوه في سيارة أجرة و اتجهوا به الى منزل آمن قريب للقاء الشخص المسؤول عن التجنيد في وحدات حماية الشعب. وقد أخذه هذا الشخص إلى معسكر وحدات حماية الشعب في جبال كردستان ، حيث انتظر مع مجموعة من الأجانب الآخرين الذين سيأتون إلى الشرق الأوسط من جميع أنحاء العالم، وكثير منهم كان لديهم رغبة كبيرة في قتال داعش. ثم قام مسؤولين من وحدات حماية الشعب بتهريب المجموعة إلى سوريا في رحلة طويلة من الجبال عبر نهر دجلة وإلى شاحنات نقلتهم إلى معسكر تدريب للجنود الأكراد.
وعندما وصل تقي إلى المعسكر على الجانب السوري من الحدود، حاول أن يشرح للمسؤول أنه سيأتي إلى روجافا لتقديم مهاراته التقنية في واحدة من مدن روجافا، وليس للقتال. ولكن بينما كان تقي يشرح ذلك، كان المسؤول يبدي اعتراضه على اقتراحه و قام بتجنيده في وحدة خاصة بالأجانب . اعطت وحدات حماية الشعب، المبرمج القصير كلاشينكوف و بدلة عسكرية، وحتى من دون يوم تدريب، أرسلته إلى القتال.
كان تعليم امير تقي الوحيد في الأساسيات العسكرية من زملائه الجنود خلال فترات الراحة القصيرة و عن ذلك قال "إذا كنت مدعوا للقتال، عليك ان تقاتل." و تابع قائلا "هكذا انتهى بي المطاف في الجبهة الامامية".
في احدى المرات، كانت هناك امرأة إيطالية ذو اصول تركية شابة اسمها سيران ألتونكيليتش، كانت تقود وحدة تقي و تعلمت المهارات التقنية لتقي. سيران وعدت تقي بأن تخرجه من جبهات الحرب ليخدم دورا أكثر فائدة كمدني ،ولكن قبل أن تتمكن من مساعدته، تم نقل تقي بدلا من ذلك إلى مجموعة مختلفة من الجنود. في وقت لاحق علم أن ما يقرب من ثلث مجموعتة السابقة المؤلفة من 30 شخصا قتلوا في هجوم لداعش و كان من بينهم سيران.
في احدى ايام الربيع، تعرف المسؤول في إدارة المجندين الأجانب على تقي و عرف ان له مهارات تقتية كبيرة. فقال له "ماذا تفعل هنا؟ فرد عليه تقي الذي لايزال متذكرا رده عليه" "ما الذي أفعله هنا؟". وبعد أيام من الانتظار، تم اخراج تقي من جبهات القتال.
استقر تقي في مدينة المالكية الشمالية الشرقية، ثم في القامشلي العاصمة. انضم إلى لجنة الاقتصاد في المنطقة والتحق في أكاديمية روج افا لتعلم اللغة الكردية. وبدأ يعمل بجد لجعل نفسه مفيدا في مجتمع يعيد بناء نفسه في ظل عدم وجود السلطة السورية. فقام بتدريب السكان المحليين على كيفية استخدام البرمجيات مفتوحة المصدر والإنترنت، وخلق منهج أيديولوجي لجميع الأجانب الذين جاءوا إلى روجافا، ساعد في بناء مصنع لإنتاج الأسمدة، وعمل على مشروع أبحاث الطاقة الشمسية، وكتب دليلا للأجانب الذين يحاولون تعلم اللغة الكردية، وساعد في إطلاق مجلة ثورية للشابات.ويقول بابلو بريتو، عالم الأحياء الإسباني الموجود في روجافا الذي عمل مع تقي على إنتاج الأسمدة "كان عمله صعبا، لأن قلة قليلة جدا من الناس يدركون أهمية الإنترنت، وبالطبع لم يسمع أحد عن عملة بيتكوين أو البرامج المجانية أو أي شيء من هذا القبيل "، . ويقول أيضا إن مجتمع روجافا كان يرى تقي كعضو مهم. "لقد كان له قيمة كبيرة هنا ... ترك بصمة عميقة".
في نهاية المطاف، أعطى قادة روجافا تقي مهمة المساعدة في تصميم منهاج التكنولوجيا لنظام التعليم الاساسي. وقد اصبح فيما بعد الاجنبي الوحيد المدعو لحضور اجتماع مؤتمر الاقتصاد فى البلاد حيث اتخذت الحكومة المحلية القرار الرئيسى لتحويل الارض التى خلفها اللاجئون في اوروبا الى مزارع تعاونية. يقول تقي: "في هذا الجو، حيث كل من حولك أشخاص يعملون على بناء مجتمع جديد، إنه شي لا يوصف".
بدأ تقي في التفكير بأن العودة إلى المملكة المتحدة واستكمال تطوير مشروع (محفظة الظلام) سوف تسمح له بمساعدة روجافا باستخدام عملة بيتكوين الالكترونية كأداة لجمع التبرعات،و التي من شأنها التحايل على العقوبات الأمريكية والاوروبية التي تحول دون تحويل أي أموال إلى سوريا.
في ايار من عام 2016، بدأ تقي رحلة طويلة إلى لندن قائلا لنفسه انها ستكون رحلة مؤقتة فقط، وأنه سيعود إلى روجافا قريبا.
وبدلا من ذلك، استقلت الشرطة البريطانية طائرته خلال دقائق من هبوطها فى مطار هيثرو. أخذوه إلى مرفق احتجاز المطار. بعد ساعات قليلة هناك، تم القبض عليه، و ضبطت هواتفه الثلاثة والكمبيوتر المحمول. قامت السلطات بتقييد تقي واقتادته إلى مركز خاص للتحقيق في الإرهاب، حيث يقول إن المسؤولين استجوبوه ليس فقط عن داعش وحزب العمال الكردستاني، بل أيضا عن عملة بيتكوين وارتباطه الوثيق بكودي ويلسون، المسؤول عن صناعة اول طابعة ثلاثية الابعاد لانتاج الاسلحة .
بعد يوم واحد، وجد تقي نفسه قيد الإقامة الجبرية في منزل والدته في برودستيرز، مطلوب للذهاب الى الشرطة المحلية ثلاث مرات في الأسبوع. وظل لمدة 10 أشهر طي النسيان كما ان المحققين البريطانيين مددوا تحقيقهم مرارا وتكرارا.
حتى اليوم، لم يحصل تقي على جواز سفره. ويقول تقي إنه كان مترددا في تنظيم عمل جديد على مشروعه (محفظة الظلام) أو أي مشروع برمجي آخر خوفا من أن يدخل السجن.
قال تقي انه بغض النظر عن مصيره القانوني، فهو لا يندم على رحلته الى روجافا. ويقول في بعض الأحيان إنه ما زال مندهشا كيف انه نجا من الموت: "كنت واثقا أنني سأموت". "لكن كان من الأسوأ أن اواصل العيش كمنافق وأن ادعو نفسي كثوري متمرد و لكن لم اشارك في ثورة حقيقية".
ليست هناك تعليقات