تراجع الواقع الخدميّ في عفرين… فأين البلديّات؟
روج موسى – ليفان هسنكار
شوارع غير مخدّمة تملؤها الأوحال والحفريات، ومياه الصرف الصحيّ تسيل في الشوارع ممتزجة بمياه الأمطار، هذا هو واقع شوارع كثيرة في مدينة عفرين، ولعلّ شوارع حي الأشرفيّة هي الأسوأ من الناحية الخدميّة، حيث يعاني أهالي ذاك الحي الأمرّين، نتيجة وطأة الإهمال الخدميّ، وهذه المعاناة مستمرّة، في الصيف والشتاء معاً، وفي الوقت ذاته يتساءل كثيرون أين البلديّة من كلّ ذلك وما دورها؟، ولماذا هي غائبة أصلاً عن أداء واجباتها؟، أسئلة كثيرة يطرحها المواطنون، فالمواطن لا يدري ماذا يدور في كواليس البلديّات، وكلّ همّه تلبية البلديّة لحاجاته الخدميّة.
للإحاطة أكثر على بمعاناة الأهالي في حيّ الأشرفيَّة، كانت لصحيفة روناهي وقفة ميدانيّة لتسليط الضوء عن كثب على الواقع الخدماتيّ في مدينة عفرين، سيّما حي الأشرفيّة الذي نعته بعض المواطنين بالحيّ المنسيّ، بسبب سوء الخدمات، وتراكم الأوحال في الطرقات وعدم تعبيدها، ناهيك عن أنّ نسبة كبيرة من شوارعها غير مخدّمة بالصرف الصحيّ أصلاً، ويمكن أن تصل نسبتها في حي الأشرفيّة إلى 50%. ففي الجولة الميدانيّة في الحي شاهدت روناهي ووثّقت بالصور مدى سوء حالة الشوارع، وبخاصّة الشوارع المحيطة بمدرسة ميسلون وشوارع المنطقة الصناعيّة، التي تكدّست فيها الأوحال والمياه، وهي في حالة شلل شبه تام أمام حركة السيّارات والمشاة معاً، حيث لامست روناهي استياء الأهالي من الواقع المزري وإهمال البلديّة.
المواطن يعاني من سوء التخديم
فالمواطن سمير رشّو عبّر عن امتعاضه الشديد من سوء الخدمات في حيّهم، ناقلاً لنا معاناته بالقول: “كما ترون هذه الشوارع غير مخدّمة، فالأوحال متراكمة فوق بعضها مشكّلة حواجز طينيّة، فكيف لنا الخروج من منازلنا حيث أنّنا لا نستطيع السير في الشوارع”، أما المواطن عثمان حج عثمان فيقول “للأسف نحن نعاني الأمرّين نتيجة هذا الوضع الخدميّ المزري لشوارعنا، لا أحد يكترث بحالنا، هل يا ترى نحن منسيّون من قبل البلديّة؟”، وتابع حج عثمان “عند لجوئنا للكومين لنقل معاناتنا، كانت حجّته أنّ البلديّة لا تقدّم لهم الدعم لتعبيد وتخديم الشوارع، وتركيب شبكات الصرف الصحيّ، وعندما لجأنا للبلديّة طالبونا بجلب ورقة من اللجنة الخدميّة في الكومين، طبعاً وبعد هذه الإجراءات لم نلحظ أيّ نتائج ملموسة، وكما يقال: “الكلّ يغنّي على ليلاه”، والمواطن يضيع بين الكومين والبلديّة”.
وبدوره وصف المواطن محمّد هورو حالتهم بالصعبة في ظلّ فصل الشتاء وهطول الأمطار، نتيجة سوء التخديم على الأصعدة كافة، وقال هورو “لا توجد خدمات مطلقاً، ولا نرى أيّ صور من صور النظافة أيضاً، ووضع شوارعنا يُرثى له، فعند السير فيها ترى نفسك كأنّك تمشي في حقولٍ زراعيّة لا شوارع”.
وذكر عدد من المواطنين أنّهم يدفعون شهريّاً مبلغ 2000 ليرة سوريّة رسوم النظافة، وهنا يقول أحد أصحاب المحال التجاريّة: “فلتنظروا بعين عدساتكم هل ترون أيّ نظافة في هذه الشوارع، الحاويات عددها قليل ومتباعدة والشوارع أغلبها أشبه ببحيرات اصطناعيّة، وفي الحقيقة لم تلحظ روناهي أيّ تواجد لعمّال النظافة، وجلّ عملهم، كما راقبنا الوضع عن كثب، هو نقل القمامة من الحاوية إلى المكبس فقط، إذاً فلمَ يأخذون هذه الرسوم الشهريّة”؟!
ومن جهته نقل المواطن لقمان بلال معاناته لصحيفتنا قائلاً “أنا أقطن في شارع “فيلة عربا”، في حي الأشرفيّة والحالة لا تُطاق عندنا لا في الصيف ولا في الشتاء، لأنّنا نعاني في الشتاء من تراكم الطين والمياه، وكما ترون الطريق غير معبّد، وهو عبارة عن تراب، وغير مخدّم بالصرف الصحيّ في الوقت ذاته، وفي الصيف تنبعث روائح كريهة من قنوات الصرف الصحيّ الموجودة وسط الشارع، وتستطيع القول: إنّ حيّنا حيٌّ منسيّ من قبل الجهات المعنيّة، ونطالبهم بتحمّل مسؤوليّاتهم”.
الشوارع تحول دون توجّه التلاميذ إلى مدارسهم
وأكّد بلال منذ العام الماضي قدّمنا عدّة شكاوي للبلديّة بهذا الصدد، ولم يأتِ أيّ ردّ من البلديّة على تلك الشكاوي، ولم يأخذوا شكاوينا بعين الاعتبار مطلقاً، وآخر مرّة راجعنا مركز البلديّة كانت منذ شهرين، ولم يضعوا أيّ حلّ لمشكلة شارعنا “شارع فيلة عربا”.
من جهته قال المواطن مراد ميرو من أهالي حي الأشرفيّة “كما رأيتم بأمّ أعينكم مدى الحالة المزريّة التي تعانيها منطقتنا، وبخاصّة هذا الشارع المؤدّي إلى مدرسة ميسلون والشوارع المحيطة به، فيمكن أن يصل ارتفاع الكتل الطينيّة إلى المتر نتيجة تراكمها المستمرّ، بالطبع هي أشبه بحواجز طينيّة، فتكون عائقاً أمام مرور السيّارات والمُشاة، والسبب يعود لسوء التخديم وتشكُّل السيول لعدم وجود منافذ (ريكارات) صرف صحيّ، وهذه الشوارع تشكّل عوائق أمام التلاميذ المتوجّهين إلى مدارسهم”.
وأضاف ميرو “منذ فترة قدّمنا شكوى للبلديّة المركزيّة لحلّ مشكلة الشوارع المحيطة بمدرسة ميسلون، حيث أرسلوا آليّة تركس، فقامت بسحب الطين المنتشر في الشوارع إلى الجوانب، ولكن سرعان ما تساقطت الأمطار مرّة أخرى وأصبح وضع الشارع أسوأ من السابق، وبعدها لم نجد أيّ مبادرة أخرى من البلديّة، لا أحد يكترث بأمرنا، وأغلب مناطق الأشرفيّة سيّئة، لكن هذه المنطقة بالتحديد هي الأسوأ (المنطقة المحيطة بمدرسة ميسلون)”.
هذا ويقطع الأهالي في بعض المناطق في حي الأشرفيّة مسافات طويلة كي يصلوا لمنازلهم، لأنّ سيّارات الأجرة لا تدخل إلى أماكن إقامتهم، نتيجة تدهور حالة الطرقات التي يمكن نعتها بالمهجورة إن صحّ الوصف، ناهيك عن أنّ المواطن يلاقي تعباً شديداً وهو يحمل حاجيّات بيته أو أسطوانة الغاز مثلاً.
فخلال جولتنا طالب الأهالي البلديّة بضرورة وضع الحلول السريعة لهذه المعضلة البيئيّة الخدميّة، كصيانة الشوارع وتخديمها، وتركيب شبكات صرف صحيّ نظاميّة، عوضاً عن الشبكات الموجودة حاليّاً، والمركّبة من قبل المتعهّدين، وهي لا تتناسب مع المواصفات المطلوبة، إضافة لزيادة عدد حاويات القمامة في الحي، وأبدى المواطنون استعدادهم لدفع ما يترتّب عليهم من مبالغ للارتقاء بالعمل الخدميّ ودعم البلديّة.
الكومين ليس أفضل حالاً من المواطن
وتوجّهت صحيفة روناهي بعد الاستماع لمطالب الأهالي إلى مركز الكومينات في حي الأشرفيّة، للاطلاع على دور الكومين الخدميّ، فلم يكونوا أفضل حالاً من المواطن، فنقد معظم أعضاء الكومين أداء عمل البلديّة، كعدم تقديم الدعم لهم من آليّات ووسائل لوجستيّة أخرى، لتعبيد الشوارع، سيّما أنّ الأهالي ووفقاً للمبادرة الشعبيّة مستعدّون لتقديم الدعم لتأهيل الشوارع، وشهدت عدّة مناطق في الأشرفيّة خلال تلك المبادرات تعبيد عدد من الشوارع وعلى نفقتهم الخاصّة وبآليّاتهم.
وذكرت المواطنة شكريّة شيخ أحمد عدداً من الأعمال الشعبيّة بقولها: “قام الأهالي بتعبيد عدّة شوارع فرعيّة في الفترة الماضية، كمبادرة شعبيّة منهم بالتعاون مع كومين الشهيد دلشير والشهيد ماهر بتعبيد عدّة شوارع فرعيّة، ولكن هذه العمليّة مجرّد عمليّة إسعافيّة، لذا لا بدّ للبلدية من التحرّك لتعبيد وتأهيل الشوارع”.
ومن جهته أكّد لنا الرئيس المشترك لكومين الشهيد مظلوم، اسماعيل عمر أنّهم ومنذ ستة أشهر عقدوا اجتماعاً مع البلديّة، التي أكّدت أنّها ستقوم بإنشاء الأرصفة وتأهيل الشوارع المحيطة بحديقة القائد، لكن هذا الموضوع بقي مجرّد حبر على ورق ولم يطبّق مطلقاً، وقال عمر: “وكما تعلمون أنّ الكومين لا يستطيع وحده تغطية هكذا مشروع، ولا يقع في اختصاصه، بل هو فقط يلعب دور الوسيط بين الشعب والجهات المعنيّة”.IMG_0398
البلديّة في الأشرفيّة تفتقد للدعم الماديّ والآليّات
وخلال الجولة الميدانيّة نقلت روناهي معاناة أهالي حي الأشرفيّة وتساؤلاتهم حول سوء الواقع الخدميّ إلى بلديّة الشعب في الحيّ، والتقت بالرئيس المشترك لبلديّة الشعب في حي الأشرفيّة يازدشير نوري بكّو، فكان سؤالنا الأول عن سوء تخديم الشوارع وعدم تأهيلها، وبدون تلكّؤ قال: “نعم الشعب محقّ بانتقاده للبلديّة؛ وفي الحقيقة السبب الرئيس وراء سوء التخديم، هو عدم توفّر الآليّات وعدم وجود ميزانيّة مخصّصة لبلديّتنا، كوننا حديثي التأسيس”.
وأضاف بكّو “لكن على الرغم من ضعف إمكاناتنا قمنا في الصيف الماضي، بتخديم 3 شوارع في محيط حديقة القائد بشبكات صرف صحيّ حيث تمّ تمديد حوالي 2500م من القساطل البيتونيّة (الصرف الصحيّ)، كما قمنا بتركيب خطّ صرف صحيّ بطول 1000م من المنطقة الممتدّة من المستوصف إلى جامع صلاح الدين، وهذه الأعمال أنجزت بالتعاون مع البلديّة المركزيّة. وقمنا أيضاً بتزفيت شوارع عدّة ، ومنها طريق السرفيس وشارع قديم يسمّى شارع “فيل”، كما تمّ تعبيد طريق ترنده”.
ولدى استفسارنا عن الشارع المؤدّي إلى المنطقة الصناعيّة والشارع المحيط بمدرسة ميسلون أكّد قائلاً: “بالنسبة لهذين الشارعين لم تتح لنا الفرصة لتزفيت هذين الشارعين الهامّين، وهما الشارع المتّجه من مركز عفرين إلى منطقة الصناعة، والشارع المحيط بمدرسة ميسلون وشارع دوّار القبّان الواصل إلى حي الأشرفيّة، والسبب تأخّر وصول مادة الزفت، ودخولنا فصل الشتاء”.
وأكّد بكّو أنّ نسبة 40% من شوارع حي الأشرفيّة غير مخدّمة، وبخاصّة الشوارع المؤدّية إلى خطّ السرفيس كشارع “فيلة عربا” وغيره من الشوارع، وقال: “من المزمع هذا العام أن نقوم بتخديم شوارع عدّة بشبكات الصرف الصحيّ وتعبيدها على الأقلّ ريثما تتوفّر الظروف الاقتصاديّة لتزفيتها لاحقاً، وسنركّز مبدئيّاً على تخديم الشوارع الحيويّة”.
وحول ادّعاء عدد من الأهالي أنّ حي الأشرفيّة حيّ منسيّ فنّد بكّو هذا الادّعاء قائلاً: “ليس هناك أيّ تهميش لحيّ الأشرفيّة، فالإدارة لا تفرّق بين حي و آخر، إنّما السبب يعود لكثرة الشوارع غير المخدّمة في حي الأشرفيّة، ويعود ذلك إلى عهد النظام الذي أهمل ذاك الحي، وبالنسبة لنا بدأ العمل البلديّاتي الفعليّ المنظّم منذ عام تقريباً، وسنبذل جهوداً مضاعفة من أجل الارتقاء بالعمل الخدماتيّ وتلبية طلبات المواطنين في هذا العام”. وفي نهاية اللقاء طالب بكّو كلّاً من هيئة الإدارة المحليّة والبلديّة المركزيّة بتزويد القطّاعات كافة بالدعم الماديّ وتقديم الآليّات لها، من أجل المساهمة بإنجاح العمل الخدميّ في حي الأشرفيّة.
وإلى ذلك تؤكّد البلديّة المركزيّة في مقاطعة عفرين بدورها أنّه لم يخصّص لها ولا لقطّاعاتها أيّ ميزانيّة من قبل المجلس التنفيذيّ، وإنّما كانت نفقات المشاريع المنجزة في عام 2016م من العوائد النقديّة للبلديّة فقط، وهو النظام المعمول به لدى كلّ البلديات في مقاطعة عفرين، وبحسب المسؤولين في البلديّة المركزيّة فإنّ عام 2016م كان جلّ اهتمام البلديّة منصبّاً على مسألة النظافة بشكل عام، وتأهيل الحدائق العامّة وزيادة عدد الآليّات.
ولتوضيح أسباب تراجع الواقع الخدميّ في مدينة عفرين وبخاصّة حيّ الأشرفيّة التقت روناهي بالرئيسة المشتركة لبلديّة الشعب في عفرين روزان علي التي قالت في معرض حديثها: “إنّ المشكلة ليست فقط في الأشرفيّة، بل في أغلب أحياء مدينة عفرين فهي جميعاً تعاني من مشاكل خدميّة، في الصرف الصحيّ ووجود شوارع غير معبّدة”.
وأضافت روزان أنّ السبب الأساس لتراجع العمل الخدميّ هو قلّة عدد الآليّات، رغم أنّ عددها يصل إلى 85 آليّة من: “قلّابات، وتريكسات ومداحل وسيّارات نظافة، وغيرها”.
وعلى الرغم من عدم تزويدها بميزانيّة ودعمٍ، استطاعت البلديّة المركزيّة وبإيراداتها الذاتيّة أن تنفق مبلغ 50 مليون ليرة على العمل الخدميّ، و85 مليون ليرة على أعمال النظافة في عفرين المركز والقطاعات، علاوةً على تركيب شبكات الصرف الصحيّ في بعض المناطق، وتعبيد وتزفيت عدد من الطرقات، وهذا حسب ما أكّده لنا المعنيّون في البلديّة.
البلديّة: مليار و 300 مليون ميزانيّة 2017م
وحول سؤالنا؛ إن كانت ستبقى البلديّات في عفرين بغير ميزانيّة، أجابت روزان: “صحيح أنّ بلديّاتنا كانت تشتكي من الضائقة الماديّة بسبب عدم تخصيص ميزانيّات لها في العام المنصرم، لكن هذا العام اختلف الوضع فقد حدّدت الإدارة ميزانيّة للبلديّة المركزيّة تقدّر بـ مليار و300 مليون ليرة، وسندعم بها قطّاعات البلديّة في عفرين وستنفق على تأهيل البنية التحتيّة، كتركيب خطوط صرف صحيّ وترميم الشوارع وشراء عدد من الآليّات لدعم العمل الخدميّ”.
وجرت العادة نهاية كلّ لقاء مع أحد المعنيين أن نسأل عن المشاريع التي ستقوم بها البلديّة في العام الجديد، فذكّرت البلديّة المركزيّة، عدّة مشاريع، منها “معمل القساطل البيتونيّة”.
وقالت روزان علي: “إنّ البنية التحتيّة لمدينة عفرين ضعيفة للغاية، فخطوط الصرف الصحيّ المركّبة يبلغ قطرها بين 30-40 سم، وهذه الخطوط قديمة وضيّقة نسبة للتطوّر العمرانيّ الحاصل في مدينة عفرين، فالخطوط تلك ملائمة للبيوت العربيّة لا للأبنية الطابقيّة، فهناك حاجة ماسّة لتبديل تلك الخطوط، ونرى في الفترة الراهنة مسألة تعبيد الشوارع غير مجدية حتّى نقوم بتأهيل البنى التحتيّة، ونقوم بتركيب شبكات الصرف الصحيّ التي تلائم الواقع الحالي لمدينة عفرين”.
ونوّهت علي بالقول: ” قبل أن نقوم بعمليّات التزفيت والتعبيد لا بدّ أن ننسّق مع مديريّات المياه والاتّصالات والكهرباء لتقوم هي أيضاً بمهامها، وبعد تجهيز البنى التحتيّة كافة سنقوم بالتزفيت، وفي عام 2017م سيشمل عملنا كلّ مدينة عفرين”.
وحول سؤالنا عن ماهيّة معمل القساطل البيتونيّة المزمع إنشاؤه، ردّت روزان أنّ المعمل ما زال قيد التنفيذ، ففي العام الماضي تمّ إنتاج نماذج تجريبيّة إلا أنّها لم تطابق المواصفات المطلوبة، وفي هذا العام من المفترض أن يدخل المعمل حيّز الخدمة.
وبحسب البلديّة المركزيّة في العام المنصرم تمّ تركيب 3500 متر من شبكات الصرف الصحيّ في مدينة عفرين، وسيكون عام 2017م جلّ اهتمامهم هو دعم مشاريع الطرقات والشوارع، وتمديد خطوط الصرف الصحيّ، وأكّدت الرئيسة المشتركة لبلدية الشعب في عفرين روزان علي في نهاية حديثها على أنّهم أعدّوا دراسة تقوم على تركيب خطوط الصرف الصحيّ بطول 6000 متر وستغطّي كامل مدينة عفرين (عفرين الجديدة 1000م ، الأشرفيّة 3000م، المحموديّة 3000 م).
وقصارى القول: على كلّ الجهات المعنيّة، إنجاز أعمالها وفقاً لوعودها وبرامجها، بما يلبّي حاجة المجتمع وخدمة المواطن، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة فعليّة.
شوارع غير مخدّمة تملؤها الأوحال والحفريات، ومياه الصرف الصحيّ تسيل في الشوارع ممتزجة بمياه الأمطار، هذا هو واقع شوارع كثيرة في مدينة عفرين، ولعلّ شوارع حي الأشرفيّة هي الأسوأ من الناحية الخدميّة، حيث يعاني أهالي ذاك الحي الأمرّين، نتيجة وطأة الإهمال الخدميّ، وهذه المعاناة مستمرّة، في الصيف والشتاء معاً، وفي الوقت ذاته يتساءل كثيرون أين البلديّة من كلّ ذلك وما دورها؟، ولماذا هي غائبة أصلاً عن أداء واجباتها؟، أسئلة كثيرة يطرحها المواطنون، فالمواطن لا يدري ماذا يدور في كواليس البلديّات، وكلّ همّه تلبية البلديّة لحاجاته الخدميّة.
للإحاطة أكثر على بمعاناة الأهالي في حيّ الأشرفيَّة، كانت لصحيفة روناهي وقفة ميدانيّة لتسليط الضوء عن كثب على الواقع الخدماتيّ في مدينة عفرين، سيّما حي الأشرفيّة الذي نعته بعض المواطنين بالحيّ المنسيّ، بسبب سوء الخدمات، وتراكم الأوحال في الطرقات وعدم تعبيدها، ناهيك عن أنّ نسبة كبيرة من شوارعها غير مخدّمة بالصرف الصحيّ أصلاً، ويمكن أن تصل نسبتها في حي الأشرفيّة إلى 50%. ففي الجولة الميدانيّة في الحي شاهدت روناهي ووثّقت بالصور مدى سوء حالة الشوارع، وبخاصّة الشوارع المحيطة بمدرسة ميسلون وشوارع المنطقة الصناعيّة، التي تكدّست فيها الأوحال والمياه، وهي في حالة شلل شبه تام أمام حركة السيّارات والمشاة معاً، حيث لامست روناهي استياء الأهالي من الواقع المزري وإهمال البلديّة.
المواطن يعاني من سوء التخديم
فالمواطن سمير رشّو عبّر عن امتعاضه الشديد من سوء الخدمات في حيّهم، ناقلاً لنا معاناته بالقول: “كما ترون هذه الشوارع غير مخدّمة، فالأوحال متراكمة فوق بعضها مشكّلة حواجز طينيّة، فكيف لنا الخروج من منازلنا حيث أنّنا لا نستطيع السير في الشوارع”، أما المواطن عثمان حج عثمان فيقول “للأسف نحن نعاني الأمرّين نتيجة هذا الوضع الخدميّ المزري لشوارعنا، لا أحد يكترث بحالنا، هل يا ترى نحن منسيّون من قبل البلديّة؟”، وتابع حج عثمان “عند لجوئنا للكومين لنقل معاناتنا، كانت حجّته أنّ البلديّة لا تقدّم لهم الدعم لتعبيد وتخديم الشوارع، وتركيب شبكات الصرف الصحيّ، وعندما لجأنا للبلديّة طالبونا بجلب ورقة من اللجنة الخدميّة في الكومين، طبعاً وبعد هذه الإجراءات لم نلحظ أيّ نتائج ملموسة، وكما يقال: “الكلّ يغنّي على ليلاه”، والمواطن يضيع بين الكومين والبلديّة”.
وبدوره وصف المواطن محمّد هورو حالتهم بالصعبة في ظلّ فصل الشتاء وهطول الأمطار، نتيجة سوء التخديم على الأصعدة كافة، وقال هورو “لا توجد خدمات مطلقاً، ولا نرى أيّ صور من صور النظافة أيضاً، ووضع شوارعنا يُرثى له، فعند السير فيها ترى نفسك كأنّك تمشي في حقولٍ زراعيّة لا شوارع”.
وذكر عدد من المواطنين أنّهم يدفعون شهريّاً مبلغ 2000 ليرة سوريّة رسوم النظافة، وهنا يقول أحد أصحاب المحال التجاريّة: “فلتنظروا بعين عدساتكم هل ترون أيّ نظافة في هذه الشوارع، الحاويات عددها قليل ومتباعدة والشوارع أغلبها أشبه ببحيرات اصطناعيّة، وفي الحقيقة لم تلحظ روناهي أيّ تواجد لعمّال النظافة، وجلّ عملهم، كما راقبنا الوضع عن كثب، هو نقل القمامة من الحاوية إلى المكبس فقط، إذاً فلمَ يأخذون هذه الرسوم الشهريّة”؟!
ومن جهته نقل المواطن لقمان بلال معاناته لصحيفتنا قائلاً “أنا أقطن في شارع “فيلة عربا”، في حي الأشرفيّة والحالة لا تُطاق عندنا لا في الصيف ولا في الشتاء، لأنّنا نعاني في الشتاء من تراكم الطين والمياه، وكما ترون الطريق غير معبّد، وهو عبارة عن تراب، وغير مخدّم بالصرف الصحيّ في الوقت ذاته، وفي الصيف تنبعث روائح كريهة من قنوات الصرف الصحيّ الموجودة وسط الشارع، وتستطيع القول: إنّ حيّنا حيٌّ منسيّ من قبل الجهات المعنيّة، ونطالبهم بتحمّل مسؤوليّاتهم”.
الشوارع تحول دون توجّه التلاميذ إلى مدارسهم
وأكّد بلال منذ العام الماضي قدّمنا عدّة شكاوي للبلديّة بهذا الصدد، ولم يأتِ أيّ ردّ من البلديّة على تلك الشكاوي، ولم يأخذوا شكاوينا بعين الاعتبار مطلقاً، وآخر مرّة راجعنا مركز البلديّة كانت منذ شهرين، ولم يضعوا أيّ حلّ لمشكلة شارعنا “شارع فيلة عربا”.
من جهته قال المواطن مراد ميرو من أهالي حي الأشرفيّة “كما رأيتم بأمّ أعينكم مدى الحالة المزريّة التي تعانيها منطقتنا، وبخاصّة هذا الشارع المؤدّي إلى مدرسة ميسلون والشوارع المحيطة به، فيمكن أن يصل ارتفاع الكتل الطينيّة إلى المتر نتيجة تراكمها المستمرّ، بالطبع هي أشبه بحواجز طينيّة، فتكون عائقاً أمام مرور السيّارات والمُشاة، والسبب يعود لسوء التخديم وتشكُّل السيول لعدم وجود منافذ (ريكارات) صرف صحيّ، وهذه الشوارع تشكّل عوائق أمام التلاميذ المتوجّهين إلى مدارسهم”.
وأضاف ميرو “منذ فترة قدّمنا شكوى للبلديّة المركزيّة لحلّ مشكلة الشوارع المحيطة بمدرسة ميسلون، حيث أرسلوا آليّة تركس، فقامت بسحب الطين المنتشر في الشوارع إلى الجوانب، ولكن سرعان ما تساقطت الأمطار مرّة أخرى وأصبح وضع الشارع أسوأ من السابق، وبعدها لم نجد أيّ مبادرة أخرى من البلديّة، لا أحد يكترث بأمرنا، وأغلب مناطق الأشرفيّة سيّئة، لكن هذه المنطقة بالتحديد هي الأسوأ (المنطقة المحيطة بمدرسة ميسلون)”.
هذا ويقطع الأهالي في بعض المناطق في حي الأشرفيّة مسافات طويلة كي يصلوا لمنازلهم، لأنّ سيّارات الأجرة لا تدخل إلى أماكن إقامتهم، نتيجة تدهور حالة الطرقات التي يمكن نعتها بالمهجورة إن صحّ الوصف، ناهيك عن أنّ المواطن يلاقي تعباً شديداً وهو يحمل حاجيّات بيته أو أسطوانة الغاز مثلاً.
فخلال جولتنا طالب الأهالي البلديّة بضرورة وضع الحلول السريعة لهذه المعضلة البيئيّة الخدميّة، كصيانة الشوارع وتخديمها، وتركيب شبكات صرف صحيّ نظاميّة، عوضاً عن الشبكات الموجودة حاليّاً، والمركّبة من قبل المتعهّدين، وهي لا تتناسب مع المواصفات المطلوبة، إضافة لزيادة عدد حاويات القمامة في الحي، وأبدى المواطنون استعدادهم لدفع ما يترتّب عليهم من مبالغ للارتقاء بالعمل الخدميّ ودعم البلديّة.
الكومين ليس أفضل حالاً من المواطن
وتوجّهت صحيفة روناهي بعد الاستماع لمطالب الأهالي إلى مركز الكومينات في حي الأشرفيّة، للاطلاع على دور الكومين الخدميّ، فلم يكونوا أفضل حالاً من المواطن، فنقد معظم أعضاء الكومين أداء عمل البلديّة، كعدم تقديم الدعم لهم من آليّات ووسائل لوجستيّة أخرى، لتعبيد الشوارع، سيّما أنّ الأهالي ووفقاً للمبادرة الشعبيّة مستعدّون لتقديم الدعم لتأهيل الشوارع، وشهدت عدّة مناطق في الأشرفيّة خلال تلك المبادرات تعبيد عدد من الشوارع وعلى نفقتهم الخاصّة وبآليّاتهم.
وذكرت المواطنة شكريّة شيخ أحمد عدداً من الأعمال الشعبيّة بقولها: “قام الأهالي بتعبيد عدّة شوارع فرعيّة في الفترة الماضية، كمبادرة شعبيّة منهم بالتعاون مع كومين الشهيد دلشير والشهيد ماهر بتعبيد عدّة شوارع فرعيّة، ولكن هذه العمليّة مجرّد عمليّة إسعافيّة، لذا لا بدّ للبلدية من التحرّك لتعبيد وتأهيل الشوارع”.
ومن جهته أكّد لنا الرئيس المشترك لكومين الشهيد مظلوم، اسماعيل عمر أنّهم ومنذ ستة أشهر عقدوا اجتماعاً مع البلديّة، التي أكّدت أنّها ستقوم بإنشاء الأرصفة وتأهيل الشوارع المحيطة بحديقة القائد، لكن هذا الموضوع بقي مجرّد حبر على ورق ولم يطبّق مطلقاً، وقال عمر: “وكما تعلمون أنّ الكومين لا يستطيع وحده تغطية هكذا مشروع، ولا يقع في اختصاصه، بل هو فقط يلعب دور الوسيط بين الشعب والجهات المعنيّة”.IMG_0398
البلديّة في الأشرفيّة تفتقد للدعم الماديّ والآليّات
وخلال الجولة الميدانيّة نقلت روناهي معاناة أهالي حي الأشرفيّة وتساؤلاتهم حول سوء الواقع الخدميّ إلى بلديّة الشعب في الحيّ، والتقت بالرئيس المشترك لبلديّة الشعب في حي الأشرفيّة يازدشير نوري بكّو، فكان سؤالنا الأول عن سوء تخديم الشوارع وعدم تأهيلها، وبدون تلكّؤ قال: “نعم الشعب محقّ بانتقاده للبلديّة؛ وفي الحقيقة السبب الرئيس وراء سوء التخديم، هو عدم توفّر الآليّات وعدم وجود ميزانيّة مخصّصة لبلديّتنا، كوننا حديثي التأسيس”.
وأضاف بكّو “لكن على الرغم من ضعف إمكاناتنا قمنا في الصيف الماضي، بتخديم 3 شوارع في محيط حديقة القائد بشبكات صرف صحيّ حيث تمّ تمديد حوالي 2500م من القساطل البيتونيّة (الصرف الصحيّ)، كما قمنا بتركيب خطّ صرف صحيّ بطول 1000م من المنطقة الممتدّة من المستوصف إلى جامع صلاح الدين، وهذه الأعمال أنجزت بالتعاون مع البلديّة المركزيّة. وقمنا أيضاً بتزفيت شوارع عدّة ، ومنها طريق السرفيس وشارع قديم يسمّى شارع “فيل”، كما تمّ تعبيد طريق ترنده”.
ولدى استفسارنا عن الشارع المؤدّي إلى المنطقة الصناعيّة والشارع المحيط بمدرسة ميسلون أكّد قائلاً: “بالنسبة لهذين الشارعين لم تتح لنا الفرصة لتزفيت هذين الشارعين الهامّين، وهما الشارع المتّجه من مركز عفرين إلى منطقة الصناعة، والشارع المحيط بمدرسة ميسلون وشارع دوّار القبّان الواصل إلى حي الأشرفيّة، والسبب تأخّر وصول مادة الزفت، ودخولنا فصل الشتاء”.
وأكّد بكّو أنّ نسبة 40% من شوارع حي الأشرفيّة غير مخدّمة، وبخاصّة الشوارع المؤدّية إلى خطّ السرفيس كشارع “فيلة عربا” وغيره من الشوارع، وقال: “من المزمع هذا العام أن نقوم بتخديم شوارع عدّة بشبكات الصرف الصحيّ وتعبيدها على الأقلّ ريثما تتوفّر الظروف الاقتصاديّة لتزفيتها لاحقاً، وسنركّز مبدئيّاً على تخديم الشوارع الحيويّة”.
وحول ادّعاء عدد من الأهالي أنّ حي الأشرفيّة حيّ منسيّ فنّد بكّو هذا الادّعاء قائلاً: “ليس هناك أيّ تهميش لحيّ الأشرفيّة، فالإدارة لا تفرّق بين حي و آخر، إنّما السبب يعود لكثرة الشوارع غير المخدّمة في حي الأشرفيّة، ويعود ذلك إلى عهد النظام الذي أهمل ذاك الحي، وبالنسبة لنا بدأ العمل البلديّاتي الفعليّ المنظّم منذ عام تقريباً، وسنبذل جهوداً مضاعفة من أجل الارتقاء بالعمل الخدماتيّ وتلبية طلبات المواطنين في هذا العام”. وفي نهاية اللقاء طالب بكّو كلّاً من هيئة الإدارة المحليّة والبلديّة المركزيّة بتزويد القطّاعات كافة بالدعم الماديّ وتقديم الآليّات لها، من أجل المساهمة بإنجاح العمل الخدميّ في حي الأشرفيّة.
وإلى ذلك تؤكّد البلديّة المركزيّة في مقاطعة عفرين بدورها أنّه لم يخصّص لها ولا لقطّاعاتها أيّ ميزانيّة من قبل المجلس التنفيذيّ، وإنّما كانت نفقات المشاريع المنجزة في عام 2016م من العوائد النقديّة للبلديّة فقط، وهو النظام المعمول به لدى كلّ البلديات في مقاطعة عفرين، وبحسب المسؤولين في البلديّة المركزيّة فإنّ عام 2016م كان جلّ اهتمام البلديّة منصبّاً على مسألة النظافة بشكل عام، وتأهيل الحدائق العامّة وزيادة عدد الآليّات.
ولتوضيح أسباب تراجع الواقع الخدميّ في مدينة عفرين وبخاصّة حيّ الأشرفيّة التقت روناهي بالرئيسة المشتركة لبلديّة الشعب في عفرين روزان علي التي قالت في معرض حديثها: “إنّ المشكلة ليست فقط في الأشرفيّة، بل في أغلب أحياء مدينة عفرين فهي جميعاً تعاني من مشاكل خدميّة، في الصرف الصحيّ ووجود شوارع غير معبّدة”.
وأضافت روزان أنّ السبب الأساس لتراجع العمل الخدميّ هو قلّة عدد الآليّات، رغم أنّ عددها يصل إلى 85 آليّة من: “قلّابات، وتريكسات ومداحل وسيّارات نظافة، وغيرها”.
وعلى الرغم من عدم تزويدها بميزانيّة ودعمٍ، استطاعت البلديّة المركزيّة وبإيراداتها الذاتيّة أن تنفق مبلغ 50 مليون ليرة على العمل الخدميّ، و85 مليون ليرة على أعمال النظافة في عفرين المركز والقطاعات، علاوةً على تركيب شبكات الصرف الصحيّ في بعض المناطق، وتعبيد وتزفيت عدد من الطرقات، وهذا حسب ما أكّده لنا المعنيّون في البلديّة.
البلديّة: مليار و 300 مليون ميزانيّة 2017م
وحول سؤالنا؛ إن كانت ستبقى البلديّات في عفرين بغير ميزانيّة، أجابت روزان: “صحيح أنّ بلديّاتنا كانت تشتكي من الضائقة الماديّة بسبب عدم تخصيص ميزانيّات لها في العام المنصرم، لكن هذا العام اختلف الوضع فقد حدّدت الإدارة ميزانيّة للبلديّة المركزيّة تقدّر بـ مليار و300 مليون ليرة، وسندعم بها قطّاعات البلديّة في عفرين وستنفق على تأهيل البنية التحتيّة، كتركيب خطوط صرف صحيّ وترميم الشوارع وشراء عدد من الآليّات لدعم العمل الخدميّ”.
وجرت العادة نهاية كلّ لقاء مع أحد المعنيين أن نسأل عن المشاريع التي ستقوم بها البلديّة في العام الجديد، فذكّرت البلديّة المركزيّة، عدّة مشاريع، منها “معمل القساطل البيتونيّة”.
وقالت روزان علي: “إنّ البنية التحتيّة لمدينة عفرين ضعيفة للغاية، فخطوط الصرف الصحيّ المركّبة يبلغ قطرها بين 30-40 سم، وهذه الخطوط قديمة وضيّقة نسبة للتطوّر العمرانيّ الحاصل في مدينة عفرين، فالخطوط تلك ملائمة للبيوت العربيّة لا للأبنية الطابقيّة، فهناك حاجة ماسّة لتبديل تلك الخطوط، ونرى في الفترة الراهنة مسألة تعبيد الشوارع غير مجدية حتّى نقوم بتأهيل البنى التحتيّة، ونقوم بتركيب شبكات الصرف الصحيّ التي تلائم الواقع الحالي لمدينة عفرين”.
ونوّهت علي بالقول: ” قبل أن نقوم بعمليّات التزفيت والتعبيد لا بدّ أن ننسّق مع مديريّات المياه والاتّصالات والكهرباء لتقوم هي أيضاً بمهامها، وبعد تجهيز البنى التحتيّة كافة سنقوم بالتزفيت، وفي عام 2017م سيشمل عملنا كلّ مدينة عفرين”.
وحول سؤالنا عن ماهيّة معمل القساطل البيتونيّة المزمع إنشاؤه، ردّت روزان أنّ المعمل ما زال قيد التنفيذ، ففي العام الماضي تمّ إنتاج نماذج تجريبيّة إلا أنّها لم تطابق المواصفات المطلوبة، وفي هذا العام من المفترض أن يدخل المعمل حيّز الخدمة.
وبحسب البلديّة المركزيّة في العام المنصرم تمّ تركيب 3500 متر من شبكات الصرف الصحيّ في مدينة عفرين، وسيكون عام 2017م جلّ اهتمامهم هو دعم مشاريع الطرقات والشوارع، وتمديد خطوط الصرف الصحيّ، وأكّدت الرئيسة المشتركة لبلدية الشعب في عفرين روزان علي في نهاية حديثها على أنّهم أعدّوا دراسة تقوم على تركيب خطوط الصرف الصحيّ بطول 6000 متر وستغطّي كامل مدينة عفرين (عفرين الجديدة 1000م ، الأشرفيّة 3000م، المحموديّة 3000 م).
وقصارى القول: على كلّ الجهات المعنيّة، إنجاز أعمالها وفقاً لوعودها وبرامجها، بما يلبّي حاجة المجتمع وخدمة المواطن، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة فعليّة.
ليست هناك تعليقات