الشيشكلي : واشنطن سحبت ورقة الأسد من المساومات وتخلت عن رحيله
قلل ممثل الائتلاف الوطني السوري في دول مجلس التعاون الخليجي أديب الشيشكلي من أهمية التصريحات الأميركية الأخيرة حول الرئيس السوري بشار الأسد واعتبرها ليست مخيفة، مرجحاً أنها تأتي في إطار المناورة أو التكتيك مع الجانب الروسي، لافتاً إلى أن الإدارة الأميركية لو رغبت في إزاحة الأسد فإن ذلك لن يكلفها أكثر من 24 ساعة.
وقال الشيشكلي لـ«البيان» إنه في سياق التحدي الروسي الأميركي على العديد من الملفات السياسية، وكذلك المواجهة الإيرانية الأميركية، فضلاً عن الحرب على تنظيم داعش، فإن مسألة رحيل الأسد أو بقائه لا تشكل بالفعل أولوية أميركية.
وأضاف أن الرسالة السياسية الأميركية في الملف السوري والتصريحات الأميركية الأخيرة حول لأسد، مفادها أن ورقة المساومة على الأسد بين الولايات المتحدة وروسيا ليست على الطاولة، بمعنى أن أميركا تريد سحب ورقة الأسد من طاولة المساومات الروسية الأميركية.
وأشار أنه حتى خلال الإدارة الأميركية السابقة، لم يكن فعلياً رحيل الأسد على الطاولة الأميركية، بل كان الهدف الأميركي من الملف السوري هو نزع السلاح الكيماوي، وتفعيل خط الاتفاق النووي الإيراني الذي كان الشغل الشاغل لإدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وهذا ما تم بالفعل.
موقف ملتبس
أما المعارض السوري فايز سارة، فقال إنه رغم هذه التصريحات الأميركية حول الأسد، إلا أن الموقف الأميركي لا يزال ملتبساً حيال الأزمة السورية، وهذا ما جعل نتيجة المفاوضات في «جنيف5» صفراً، ذلك أن الإدارة الأميركية لم تضع الملف السوري ضمن حساباتها الدولية والإقليمية.
وأضاف أن الإدارة الأميركية الآن من الناحية العملية غائبة عن الملف السوري، وهذا ما جعل النظام السوري وروسيا مستمرين في مواقفهم، فيما يبقى الموقف الأوروبي حذراً حيال كل ما يجري في سوريا.
إدارة واضحة
أما الباحث في شؤون القضايا الإرهابية في مركز التحرير الأميركي، حسن حسن، فقال لـ«البيان» إنه من الطبيعي أن تولي الإدارة الأميركية اهتمامها بالدرجة الأولى لمحاربة تنظيم داعش، لافتاً إلى أن هذا جزء من الوعود الانتخابية للرئيس دونالد ترامب.
وأوضح حسن أن الأسد من الناحية العملية لم يعد يحكم سوريا بعد ست سنوات من الصراع والتداخلات الإقليمية والدولية، لذلك لا ترى الإدارة الأميركية أنه شريك في الحرب على داعش. لافتاً إلى أنه في الوقت ذاته لا تعتبر إدارة ترامب الأسد شخصاً مفيداً في سوريا.
وبين أن إدارة ترامب أكثر وضوحاً من إدارة سلفه أوباما، والتصريحات الأخيرة يمكن القول أنها أكثر صدقاً في السياسة الخارجية الأميركية.
في السياق، قالت مصادر مسؤولة في المعارضة السورية، وحضرت مشاورات «جنيف5» إن التصريحات الأميركية المتكررة حول عدم الاكتراث الأميركي ببقاء الأسد، باتت مقلقة خصوصاً وأنها تأتي من أعلى المستويات.
وأضافت المصادر أن المعارضة قررت مناقشة المواقف الأميركية الأخيرة على أعلى المستويات، وهي تعكف على إيفاد شخصيات بارزة من المعارضة للقاء مسؤولين أميركيين في واشنطن، في حال وافقت الإدارة الأميركية على ذلك.
تصريحات متواترة
ليست هناك تعليقات