اعترافات داعشي: التنظيم يتحرك بحرية تامة داخل تركيا
قدم الجهادي الداعشي (ج. أ) من مدينة أنقرة تفصيلًا لرحلة انضمامهم إلى تنظيم “داعش” لجريدة “بيرجون” التركية قائلًا: “إن التنظيم يتحرك بحرية تامة داخل تركيا”.
انضم (ج. أ) إلى تنظيم داعش الإرهابي في فبراير/ شباط لعام 2014، وشارك في الحروب القائمة في سوريا والعراق لمدة 9 أشهر. أنهى تعليمه في المرحلة الإعدادية، ثم بدأ العمل في مجال التسويق. تغيرت حياته رأسًا على عقب عندما تعرف على المواد المخدرة، موضحًا أنه بدأ بتعاطي مخدر الحشيش ومنه إلى الحبوب المخدرة ثم إلى مخدر الكوكايين، وأخيرًا الهيروين.
ألقت قوات الأمن القبض على المدعو (ج. أ) أثناء عبوره إلى تركيا من مدينة ألبايلي الحدودية، ثم أفرجت عنه المحكمة بضمانات.
وأجرت جريدة “بيرجون” التركية الحوار التالي حصريًا مع الداعشي (ج. أ):

كيف ظهر التنظيم السلفي الأصولي في أنقرة؟
في عام 2000 جاءت سيدة تدعى”سها” تدعو للدعوة السلفية من منطقة أدا بازاري. ومنذ ذلك الوقت بدأ كبارنا الذين انضموا إليها يدعوننا مستشهدين بالآية 44 من سورة المائدة: ” وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ”. بدأت أهتم بالفكر السلفي، ولكنني كنت أتركه وأعود إليه من حين لآخر.
ما الأحكام المختلفة بالنسبة لكم في الدعوة السلفية؟هل وجدتم تناقضات مع الفكر السني المنتشر/ السائد في تركيا؟
إذا كانت الشريعة الإسلامية شرطًا، إذًا يجب إدارة كل شيء من خلال القرآن الكريم. ولكننا ابتعدنا عن الله وبدأنا نعيش في ملذات أنفسنا. إلا أن نظرتنا للناس من حولنا تغيرت الآن. فنحن نعيش في مكان لا تطبق فيه شريعة الله بل تطبق أحكام وقوانين البشر. وعلى سبيل المثال نحن لا نستطيع إرسال أطفالنا إلى المدارس؛ لأنها تقدم تعليمًا علمانيًا وليس تعليمًا دينيًا.
كيف اتخذتم قرار الانضمام إلى داعش؟ كان تنظيم القاعدة له دور في الحرب الداخلية في سوريا، ولكنه لم يحدث حراك من منطقة حاجي بايرام في أنقرة، حتى ظهر تنظيم داعش، ما سبب التغيير؟
كانت السلطات التركية اعتقلت أنصار القاعدة هذه في المنطقة في السنوات السابقة وكانوا قابعين في السجون وكانوا يعيشون في ضوء معتقداتهم، ولكن لم يكن لهم اتصال بتنظيم داعش، بل كانوا على اتصال بتنظيم القاعدة. لكن مع مرور الوقت تركوا القاعدة وانضموا إلى داعش. كنت أعرف تنظيم داعش من خلال المشاهدات التلفزيونية فقط، عن طريق مشاهد قطع الرقاب، إلا أن هذا هو القصاص كما ورد في القرآن الكريم… بايعت تنظيم داعش وفق ما عرفته من القنوات التلفزيونية. وكان هناك من ذهبوا قبلي ومن ذهبوا بعدي، ومنهم من أصيب ومنهم من سقط في الأسر.
كانت منطقة حاجي بايرام تمتلئ بالمعتنقين للفكر العلوي، ولكنها بعد ذلك أصبحت ممتلئة بالسلفيين. هل أنتم من هؤلاء؟
لقد كنت جاهلًا؛ كنت أتبع الفكر والمذهب العلوي وأشارك في مناسباتهم في منطقة حاجي بكتاش حتى العشرين من عمري. بعد ذلك تغير فكري وأصبحت أنا وهم لا نحب بعضنا البعض. وعندما علمت أمي بذهابي قالت لي: “سأبلغ عنك الأمن”، فقلت لها: “أبلغي عني، ولكن عندها ستكونين أنت أول من أضرب”.
كيف جهزتهم العدة لرحلتكم؟ من ساعدكم في الانتقال إلى الدولة الإسلامية؟
كان أحد المقيمين في الحي يعرف هذه الأمور جيدًا. ذهبت إليه في فبراير/ شباط 2014. طلب مني التوجه إلى مدينة غازي عنتاب. وعن طريق أشخاص تابعين له عبرت من بلدة ألبايلي إلى تنظيم الدولة.
ألم تصادف أن واجهتم الشرطة أو الجيش أثناء عبوركم للشريط الحدودي؟
إن تركيا تسمح بالمرور إلى “الدولة”. عندما ذهبت في المرة الأولى كانت قوات الجاندرما تراني ولكنها تتظاهر بعدم رؤيتي، إلا أنني ألقي القبض علي في رحلة العودة. يشددون على الشريط الحدودي، بالإضافة إلى زرع داعش حقول ألغام لمنع عبور مقاتليه إلى الجانب التركي. وكان التنظيم يسمح لنا بالذهاب إلى بيوتنا في “إجازة” بعد مرور 6 أشهر؛ إلا أن الخليفة أعلن غلق الحدود لأن تركيا دولة كفر خوفًا علينا من العودة إلى سابق أحوالنا وما كنا عليه قبل الانضمام للخلافة.
في المرة الأولى كيف تمكنتم من الدخول؟
توجهت إلى مدينة غازي عنتاب في الجنوب بواسطة حافلة من أنقرة. وهناك اتصلت هاتفيًا برقم زودوني به، فإذا بسيارة أجرة تقلني إلى نقطة الصفر الحدودية (نقطة ملاصقة للشريط الحدودي). ومن هناك اصطحبني مهرب آخر، وفي المساء انتقلت إلى مدينة الرقة بصحبة آخر من أذربيجان. ومنها إلى مدينة الطبقة حيث بدأ تدريبي الشرعي.
كيف يكون التدريب الشرعي؟
يلقي أساتذة وشيوخ الدولة الإسلامية دروسًا في القرآن والحديث. حتى تدرك هدفك من المشاركة في الحرب… كانت الدروس باللغة التركية، لأن الأساتذة من أذربيجان والكتب باللغة التركية. ويستمر التدريب لمدة شهر كامل مع انفصال كامل عن الحياة الخارجية. بعد ذلك يبدأ التدريب على السلاح.
هل حملت السلاح قبل ذلك باستثناء فترة الخدمة العسكرية؟ كيف كانت فترة التدريب على السلاح؟
كنت ضعيفا في علوم السلاح، وكنَّا نتلقى تدريبات على السلاح في مجموعات لا تزيد عن 200-300 شخص، حتى لا تكشف الأقمار الصناعية أعدادنا. وفي تلك الأثناء قصفت الطائرات الحربية معسكرًا كان على الضفة الأخرى من نهر الفرات، سقط فيها 80 شهيدًا. بعد ذلك بدأنا في التدريب من المنازل، عن طريق الجري 5 كيلومترات. ولكن كان هناك فارق كبير عن الخدمة العسكرية لدينا. كنَّا نطلق نيرانا حقيقية. ويتعمد الأمراء (القادة) إطلاق النيران بجوار أذننا مباشرة حتى تزول رهبة الأمر، كما كانوا يلقون قنابل الصوت بجوارنا أثناء النوم في المساء.
كيف يكون تدريب الانتحاريين؟ ما هو إحساس التواجد بجوارهم؟
إن هؤلاء لديهم عقيدة وإيمان مرتفع؛ يريدون الاستشهاد للقاء الله في أسرع وقت. ويصطفون واحدا تلو الآخر في انتظار دورهم لتفجير أنفسهم في سيارات مفخخة. كان لدينا انتحاري من مدينة كوباني (عين العرب) في سن العشرين ربيعًا. وكان هناك أيضًا شاب طاجيكي؛ كانا يحرصان على قراءة القرآن 4-5 ساعات يوميًا عقب صلاة الفجر، بينما كنا نخلد نحن إلى النوم. اللهم تقبل شهادتهم؛ الشاب الطاجيكي شارك في تفجير انتحاري في منصة تكرير في مدينة بيجي العراقية. كانوا يحافظون على صلواتهم، ويواظبون على قراءة القرآن.
كيف يتم تقسيم الغنائم عندما تسيطر الكتيبة على مكان ما؟
تجمع الغنائم، وترسل 5% منها إلى الدولة، بينما يقسم الباقي على الجميع. قد يكون نصيب كل فرد 1000-2000 دولار على سبيل المثال… أو سيارة أو سلاح أو دراجة نارية، حسب ما يكون في نصيبك من الغنيمة.
من يضع الخطط والتفاصيل التكتيكية؟ كيف كانت تنفذ العمليات؟
بشكلٍ عام نقوم بالتسرب إلى مكان العملية حتى ساعات الصباح. وإذا كان الجو عاصفيا أو مليئا بالأمطار كان رائعًا، لأن الطيران لن يتدخل… وإن كان ضبابيًا كان أكثر روعة. من المستحيل وقف تقدم داعش بريًا.
كيف كانت عودتكم الأولى إلى تركيا؟ أنت الآن مجاهد مقاتل مدرب على الحرب والقتال… كيف تأكدوا من عودتك مرة أخرى إلى التنظيم؟
في البداية طلبت إجازة من الأمير. أعد خطاب الإجازة، وترك به خانة تاريخ العودة فارغًا، وقال لي: “أكتب أنت التاريخ الذي تريد العودة فيه بنفسك”.
إن كان بإمكانكم تأسيس حياة ملائمة، فهل كنت ستعود مرة أخرى إلى تنظيم الدولة؟
كانت لدي رغبة في العودة مرة أخرى لتعاطي الهيروين والكوكايين. فور وصولي إلى أنقرة، ذهبت لشراء المواد المخدرة، وهنا جرت قدماي إلى مستنقع المواد المخدرة… وعندما وجدت الفرصة عدت مرة أخرى إلى سوريا.
في النهاية أنت تضع الموت في اعتبارك وتفكر كثيرًا في الحياة الدنيوية… ولكن ماذا يخطر ببالكم في الاشتباكات؟
بالتأكيد هناك شيء من الخوف، لا شك؛ إذا يتسرب الشيطان إلى عقلك في تلك الأثناء. سيكتب الله لك الشهادة، ولكنك إنسان والخوف فطري، تفكر في أسرتك. كانت أمي تقول لي: “تعال إلى هنا. لا يهم العقوبة المفروضة عليك بتهمة النصب والاحتيال، يكفي أن تكون أمام عيني. فإن متَ مكانك، لأي قبر سأذهب لزيارتك لرثائك والبكاء على رحيلك؟”.
هل تعرف عدد الأشخاص الذين قتلتهم في الاشتباكات؟
أقسم أنني لا أعرف… لا أعد، ولكننا أطلقنا النار… ففي الحرب تريد البقاء، وعندها ستقتل كل من يقف أمامك بلا رحمة.
هناك حديث عن إمكانية قيام مسلحداعش بعمليات داخل تركيا… هل هناك احتمال أن يكون ذلك صحيحًا؟
إن تنظيم الدولة يحب تركيا، هذه هي الحقيقة؛ لأنها تسمح لعناصر ومسلحي التنظيم بالعبور بحرية على الشريط الحدودي. إلا أن مجاهدي الدولة يرون تركيا دولة “طاغوت” لأنها لا تطبق شريعة الله. ولكن بالتأكيد لا يوجد أي تفكير للقيام بأي عملية في تركيا أو حتى الدخول في حرب معها. فتركيا تفسح لنا المجال، لأننا نحارب عدوها اللدود حزب العمال الكردستاني. فإن أراد الله، ولم تقصفنا الطائرات، سنقضي على حزب العمال الكردستاني.
انضم (ج. أ) إلى تنظيم داعش الإرهابي في فبراير/ شباط لعام 2014، وشارك في الحروب القائمة في سوريا والعراق لمدة 9 أشهر. أنهى تعليمه في المرحلة الإعدادية، ثم بدأ العمل في مجال التسويق. تغيرت حياته رأسًا على عقب عندما تعرف على المواد المخدرة، موضحًا أنه بدأ بتعاطي مخدر الحشيش ومنه إلى الحبوب المخدرة ثم إلى مخدر الكوكايين، وأخيرًا الهيروين.
ألقت قوات الأمن القبض على المدعو (ج. أ) أثناء عبوره إلى تركيا من مدينة ألبايلي الحدودية، ثم أفرجت عنه المحكمة بضمانات.
وأجرت جريدة “بيرجون” التركية الحوار التالي حصريًا مع الداعشي (ج. أ):

كيف ظهر التنظيم السلفي الأصولي في أنقرة؟
في عام 2000 جاءت سيدة تدعى”سها” تدعو للدعوة السلفية من منطقة أدا بازاري. ومنذ ذلك الوقت بدأ كبارنا الذين انضموا إليها يدعوننا مستشهدين بالآية 44 من سورة المائدة: ” وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ”. بدأت أهتم بالفكر السلفي، ولكنني كنت أتركه وأعود إليه من حين لآخر.
ما الأحكام المختلفة بالنسبة لكم في الدعوة السلفية؟هل وجدتم تناقضات مع الفكر السني المنتشر/ السائد في تركيا؟
إذا كانت الشريعة الإسلامية شرطًا، إذًا يجب إدارة كل شيء من خلال القرآن الكريم. ولكننا ابتعدنا عن الله وبدأنا نعيش في ملذات أنفسنا. إلا أن نظرتنا للناس من حولنا تغيرت الآن. فنحن نعيش في مكان لا تطبق فيه شريعة الله بل تطبق أحكام وقوانين البشر. وعلى سبيل المثال نحن لا نستطيع إرسال أطفالنا إلى المدارس؛ لأنها تقدم تعليمًا علمانيًا وليس تعليمًا دينيًا.
كيف اتخذتم قرار الانضمام إلى داعش؟ كان تنظيم القاعدة له دور في الحرب الداخلية في سوريا، ولكنه لم يحدث حراك من منطقة حاجي بايرام في أنقرة، حتى ظهر تنظيم داعش، ما سبب التغيير؟
كانت السلطات التركية اعتقلت أنصار القاعدة هذه في المنطقة في السنوات السابقة وكانوا قابعين في السجون وكانوا يعيشون في ضوء معتقداتهم، ولكن لم يكن لهم اتصال بتنظيم داعش، بل كانوا على اتصال بتنظيم القاعدة. لكن مع مرور الوقت تركوا القاعدة وانضموا إلى داعش. كنت أعرف تنظيم داعش من خلال المشاهدات التلفزيونية فقط، عن طريق مشاهد قطع الرقاب، إلا أن هذا هو القصاص كما ورد في القرآن الكريم… بايعت تنظيم داعش وفق ما عرفته من القنوات التلفزيونية. وكان هناك من ذهبوا قبلي ومن ذهبوا بعدي، ومنهم من أصيب ومنهم من سقط في الأسر.
كانت منطقة حاجي بايرام تمتلئ بالمعتنقين للفكر العلوي، ولكنها بعد ذلك أصبحت ممتلئة بالسلفيين. هل أنتم من هؤلاء؟
لقد كنت جاهلًا؛ كنت أتبع الفكر والمذهب العلوي وأشارك في مناسباتهم في منطقة حاجي بكتاش حتى العشرين من عمري. بعد ذلك تغير فكري وأصبحت أنا وهم لا نحب بعضنا البعض. وعندما علمت أمي بذهابي قالت لي: “سأبلغ عنك الأمن”، فقلت لها: “أبلغي عني، ولكن عندها ستكونين أنت أول من أضرب”.
كيف جهزتهم العدة لرحلتكم؟ من ساعدكم في الانتقال إلى الدولة الإسلامية؟
كان أحد المقيمين في الحي يعرف هذه الأمور جيدًا. ذهبت إليه في فبراير/ شباط 2014. طلب مني التوجه إلى مدينة غازي عنتاب. وعن طريق أشخاص تابعين له عبرت من بلدة ألبايلي إلى تنظيم الدولة.
ألم تصادف أن واجهتم الشرطة أو الجيش أثناء عبوركم للشريط الحدودي؟
إن تركيا تسمح بالمرور إلى “الدولة”. عندما ذهبت في المرة الأولى كانت قوات الجاندرما تراني ولكنها تتظاهر بعدم رؤيتي، إلا أنني ألقي القبض علي في رحلة العودة. يشددون على الشريط الحدودي، بالإضافة إلى زرع داعش حقول ألغام لمنع عبور مقاتليه إلى الجانب التركي. وكان التنظيم يسمح لنا بالذهاب إلى بيوتنا في “إجازة” بعد مرور 6 أشهر؛ إلا أن الخليفة أعلن غلق الحدود لأن تركيا دولة كفر خوفًا علينا من العودة إلى سابق أحوالنا وما كنا عليه قبل الانضمام للخلافة.
في المرة الأولى كيف تمكنتم من الدخول؟
توجهت إلى مدينة غازي عنتاب في الجنوب بواسطة حافلة من أنقرة. وهناك اتصلت هاتفيًا برقم زودوني به، فإذا بسيارة أجرة تقلني إلى نقطة الصفر الحدودية (نقطة ملاصقة للشريط الحدودي). ومن هناك اصطحبني مهرب آخر، وفي المساء انتقلت إلى مدينة الرقة بصحبة آخر من أذربيجان. ومنها إلى مدينة الطبقة حيث بدأ تدريبي الشرعي.
كيف يكون التدريب الشرعي؟
يلقي أساتذة وشيوخ الدولة الإسلامية دروسًا في القرآن والحديث. حتى تدرك هدفك من المشاركة في الحرب… كانت الدروس باللغة التركية، لأن الأساتذة من أذربيجان والكتب باللغة التركية. ويستمر التدريب لمدة شهر كامل مع انفصال كامل عن الحياة الخارجية. بعد ذلك يبدأ التدريب على السلاح.
هل حملت السلاح قبل ذلك باستثناء فترة الخدمة العسكرية؟ كيف كانت فترة التدريب على السلاح؟
كنت ضعيفا في علوم السلاح، وكنَّا نتلقى تدريبات على السلاح في مجموعات لا تزيد عن 200-300 شخص، حتى لا تكشف الأقمار الصناعية أعدادنا. وفي تلك الأثناء قصفت الطائرات الحربية معسكرًا كان على الضفة الأخرى من نهر الفرات، سقط فيها 80 شهيدًا. بعد ذلك بدأنا في التدريب من المنازل، عن طريق الجري 5 كيلومترات. ولكن كان هناك فارق كبير عن الخدمة العسكرية لدينا. كنَّا نطلق نيرانا حقيقية. ويتعمد الأمراء (القادة) إطلاق النيران بجوار أذننا مباشرة حتى تزول رهبة الأمر، كما كانوا يلقون قنابل الصوت بجوارنا أثناء النوم في المساء.
كيف يكون تدريب الانتحاريين؟ ما هو إحساس التواجد بجوارهم؟
إن هؤلاء لديهم عقيدة وإيمان مرتفع؛ يريدون الاستشهاد للقاء الله في أسرع وقت. ويصطفون واحدا تلو الآخر في انتظار دورهم لتفجير أنفسهم في سيارات مفخخة. كان لدينا انتحاري من مدينة كوباني (عين العرب) في سن العشرين ربيعًا. وكان هناك أيضًا شاب طاجيكي؛ كانا يحرصان على قراءة القرآن 4-5 ساعات يوميًا عقب صلاة الفجر، بينما كنا نخلد نحن إلى النوم. اللهم تقبل شهادتهم؛ الشاب الطاجيكي شارك في تفجير انتحاري في منصة تكرير في مدينة بيجي العراقية. كانوا يحافظون على صلواتهم، ويواظبون على قراءة القرآن.
كيف يتم تقسيم الغنائم عندما تسيطر الكتيبة على مكان ما؟
تجمع الغنائم، وترسل 5% منها إلى الدولة، بينما يقسم الباقي على الجميع. قد يكون نصيب كل فرد 1000-2000 دولار على سبيل المثال… أو سيارة أو سلاح أو دراجة نارية، حسب ما يكون في نصيبك من الغنيمة.
من يضع الخطط والتفاصيل التكتيكية؟ كيف كانت تنفذ العمليات؟
بشكلٍ عام نقوم بالتسرب إلى مكان العملية حتى ساعات الصباح. وإذا كان الجو عاصفيا أو مليئا بالأمطار كان رائعًا، لأن الطيران لن يتدخل… وإن كان ضبابيًا كان أكثر روعة. من المستحيل وقف تقدم داعش بريًا.
كيف كانت عودتكم الأولى إلى تركيا؟ أنت الآن مجاهد مقاتل مدرب على الحرب والقتال… كيف تأكدوا من عودتك مرة أخرى إلى التنظيم؟
في البداية طلبت إجازة من الأمير. أعد خطاب الإجازة، وترك به خانة تاريخ العودة فارغًا، وقال لي: “أكتب أنت التاريخ الذي تريد العودة فيه بنفسك”.
إن كان بإمكانكم تأسيس حياة ملائمة، فهل كنت ستعود مرة أخرى إلى تنظيم الدولة؟
كانت لدي رغبة في العودة مرة أخرى لتعاطي الهيروين والكوكايين. فور وصولي إلى أنقرة، ذهبت لشراء المواد المخدرة، وهنا جرت قدماي إلى مستنقع المواد المخدرة… وعندما وجدت الفرصة عدت مرة أخرى إلى سوريا.
في النهاية أنت تضع الموت في اعتبارك وتفكر كثيرًا في الحياة الدنيوية… ولكن ماذا يخطر ببالكم في الاشتباكات؟
بالتأكيد هناك شيء من الخوف، لا شك؛ إذا يتسرب الشيطان إلى عقلك في تلك الأثناء. سيكتب الله لك الشهادة، ولكنك إنسان والخوف فطري، تفكر في أسرتك. كانت أمي تقول لي: “تعال إلى هنا. لا يهم العقوبة المفروضة عليك بتهمة النصب والاحتيال، يكفي أن تكون أمام عيني. فإن متَ مكانك، لأي قبر سأذهب لزيارتك لرثائك والبكاء على رحيلك؟”.
هل تعرف عدد الأشخاص الذين قتلتهم في الاشتباكات؟
أقسم أنني لا أعرف… لا أعد، ولكننا أطلقنا النار… ففي الحرب تريد البقاء، وعندها ستقتل كل من يقف أمامك بلا رحمة.
هناك حديث عن إمكانية قيام مسلحداعش بعمليات داخل تركيا… هل هناك احتمال أن يكون ذلك صحيحًا؟
إن تنظيم الدولة يحب تركيا، هذه هي الحقيقة؛ لأنها تسمح لعناصر ومسلحي التنظيم بالعبور بحرية على الشريط الحدودي. إلا أن مجاهدي الدولة يرون تركيا دولة “طاغوت” لأنها لا تطبق شريعة الله. ولكن بالتأكيد لا يوجد أي تفكير للقيام بأي عملية في تركيا أو حتى الدخول في حرب معها. فتركيا تفسح لنا المجال، لأننا نحارب عدوها اللدود حزب العمال الكردستاني. فإن أراد الله، ولم تقصفنا الطائرات، سنقضي على حزب العمال الكردستاني.
ليست هناك تعليقات